كتاب (سر الفصاحة)‎ لابن سنان الخفاجي (ت466ه)‎ المفترى عليه

الملخص AR

هذه الصفحات القليلة هي قراءة لكتاب (سر الفصاحة) لـ(ابن سنان الخفاجي)، و سأعرض لبعض الجوانب التي فهمت خطأ عنه و عن كتابه، و قد سميت هذا البحث (كتاب سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي المفترى عليه).

إذن فالغرض الرئيس هو الكتاب وما دار حوله من نقد ظالم، لا يدل سوى على عدم دراية و معرفة من حاول نقد هذا السفر العظيم، و عدم القراءة الجيدة لهذا الكتاب؛ فجعلت كثيرا من الباحثين يتناولون هذا الكتاب بالنقد و الهجوم عليه، فلا أكون مغاليا إذا قلت : إنه لم يظلم أحد من البلاغيين كما ظلم الأمير ابن سنان الخفاجي، صاحب السفر العظيم (سر الفصاحة)، و سأزيد أكثر و أقول : إنه لم يؤلف أحد كتابا التزم فيه صاحبه المنهجية و الترتيب و النظام كما فعل العلامة (ابن سنان الخفاجي).

و أقول -أيضا- : إنه لم يستفد أحد من الكتب المؤلفة في البلاغة قدر ما استفادوا من كتب (الجاحظ)، و كتاب (سر الفصاحة)، لابن سنان الخفاجي، و كتابي الشيخ عبد القاهر (دلائل الإعجاز) و (أسرار البلاغة).

ومع ذلك نجد كتب (الجاحظ) و الشيخ (عبد القاهر) قد نالت من الشهرة و الذيوع الكثير، و كتاب (سر الفصاحة) لابن سنان الخفاجي لا يعرفه إلا قلة من الناس، هم أهل البلاغة، بل إن بعض البلاغيين لا يعلمون شيئا عن الكتاب و عن جهد صاحبه فيه.

هو فقط أحد المؤلفات التي ألفت في البلاغة، و انضم إلى غيره من كتب كثيرة توضع على أرفف المكتبات.

و لعل هذا ما جعل شيخنا، الأستاذ الدكتور / محمد رجب البيومي يتعجب من ذلك، حيث يقول في كتابه القيم : (تطور البحث البلاغي) : "لا أدري، لماذا لم يشتهر (ابن سنان الخفاجي) شهرة (عبد القاهر الجرجاني) و (السكاكي)، و لئن جاز أن يقرن به (عبد القاهر) أو يبزه، فإنه أعظم من (السكاكي) دون جدال.