الاستشراف و نماذج من تطبيقاته الفقهية

المؤلف

حسين غازي حسين

المصدر

مجلة الجامعة العراقية

العدد

المجلد 21، العدد 44، ج. 3 (31 أغسطس/آب 2019)، ص ص. 130-147، 18ص.

الناشر

الجامعة العراقية مركز البحوث و الدراسات الإسلامية

تاريخ النشر

2019-08-31

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

18

التخصصات الرئيسية

الدراسات الإسلامية

الملخص AR

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

.

.

أما بعد فإن استشراف المستقبل يعد معلما مهما في نجاح الفقيه و المفتي فالفقه الاسلامي بحاجة ماسة إلى رؤية مستقبلية متكاملة وواضحة بعيدا عن الارتجال و العشوائية و التخبط فالفقه أولى الدراسات باستشراف المستقبل و التخطيط له فمن اهل العلم من يعمل وفق ما تمليه عليه أيامه و ظروفه من غير تخطيط و لا استشراف لما هو قادم فيقع في مشكلات كان يمكنه له تجاوزها.

و الاستشراف من الموضوعات الحديثة تجعل الفقيه ذا سعة و إطلاع في الامور الفقهية وله اعتبار مهم في استنباط الاحكام و تنزيلها لما يبنى عليه من تحقيق للمقاصد لكن ينبغي التحوط في تقديره حتى لا ينتهي الأمر إلى الاستشراف الموهوم فيبنى عليه حكم في غير موضعه و يكون في ذلك خطأ في تقرير أحكام الشريعة أو تنزيلها و لذلك ينبغي أن لا يعتبر في الاستشراف إلا ما يتحقق العلم به على وجه اليقين أو الظن الغالب.

أن التفكير في المستقبل امر فطري في النفس البشرية لكن ينبغي ان ينضبط بضابط الايمان بالله و الرضا بقضائه و قدره.

وان يكون وفق الممكن و الشرع و القانون و من المعلوم ان النظر في الماضي يساعد على اصلاح المستقبل و معرفة الحاضر بما فيه من احداث وسنن تمكن المستشرف من الوقوف على مالات الامور وخفاياها فالأمة بها حاجة الى استشراف المستقبل في كل مجالات الحياة و بخاصة في مجال الفقه و قضاياه المستحدثة و نوازله الممكنة الوقوع لا سيما وان الشريعة الاسلامية اهتمت بالمصالح و المفاسد في الحاضر و المستقبل و قعدت لذلك القواعد الكثيرة.

فلا بد من الاستعداد لكل نائبة متوقعة من نوائب الدهر عن طريق الاستشراف و التخطيط المسبق لذا ينبغي للعقل الاسلامي المعاصر التصالح مع المستقبل و الانفتاح عليه استشرافا و تخطيطا و عملا كي نحرر العقول من التعصب و نأخذ من الماضي المشرق و الحاضر المستنير بالدليل من اجل الاهتمام بقضايا المستقبل.

فالإنسان مطالب بأن يمتلك صورة مستقبلية توضح له معالم هذا المستقبل لكي يتسنى له النظر إلى المستقبل كما في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون﴾ فالآية تطالب المؤمنين بتقوى الله و النظر إلى الغد بالنظر العلمي القائم على المعطيات الملموسة كي يصبح الغد حاضرا في اليوم بل إن العمل من أجل الغد هو مقياس لتقوى الله في اليوم وقيمة اليوم هو فيما يقدمه للغد من حلول شرعية علمية لما يستجد في مستقبل الامة.

وان عدم اهتمام المسلمين في استشراف المستقبل نتج عنه انتشار العادات السيئة و الاعمال المحرمة كإتيان الكهنة و العرافين و السحرة و التجسس و الظن المجرد من القرائن و الدليل بينما نرى كثيرا من الامم الاخرى تتقدم و تتطور بسبب التخطيط للمستقبل وفق استشرافه و مالاته فالأمة مدعوة الى تجديد النظر و الفكر ففي الحديث ( ان الله يبعث على راس كل مائة سنة من يجدد لها امر دينها ) لذلك يحرم عليها الاستكانة و عدم النظر الى مالات الامور و مقتضيات العصر فالمسلم مدعو لصناعة المستقبل و المساهمة في ترشيد التاريخ فالخير و التقدم لا ينحصر في فترة من الفترات.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

حسين غازي حسين. 2019. الاستشراف و نماذج من تطبيقاته الفقهية. مجلة الجامعة العراقية،مج. 21، ع. 44، ج. 3، ص ص. 130-147.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243357

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

حسين غازي حسين. الاستشراف و نماذج من تطبيقاته الفقهية. مجلة الجامعة العراقية مج. 21، ع. 44، ج. 3 (2019)، ص ص. 130-147.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243357

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

حسين غازي حسين. الاستشراف و نماذج من تطبيقاته الفقهية. مجلة الجامعة العراقية. 2019. مج. 21، ع. 44، ج. 3، ص ص. 130-147.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243357

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-1243357