أهمية الزيارة الأربعينية في محاربة الإرهاب و الحفاظ على الشباب من منظور النهضة الحسينية

المؤلف

اشتية، رولا خالد الداود

المصدر

مجلة السبط

العدد

المجلد 5، العدد 2، ج. 2 (s) (30 سبتمبر/أيلول 2019)، ص ص. 483-485، 3ص.

الناشر

العتبة الحسينية المقدسة الأمانة العامة مركز كربلاء للدراسات و البحوث

تاريخ النشر

2019-09-30

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

3

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

الملخص AR

بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة كل خير و تمام كل نعمة.

نستذكر دور الشباب في واقعة الطف.

.

ان يوجد في كربلاء شباب من أعمار الورد وهبوا دماءهم من أجل الامام المعصوم.

إن شباب كربلاء ضحوا بمهجهم بعمر يصعب على البعض أو على أكثر الشباب أن يضحوا بحياتهم و يتركوا لذات الدنيا و مغرياتها و بيوتهم و أهليهم و هذا ما حصل في واقعة الطف حيث أن شباب كربلاء تركوا ملذات الدنيا و شهواتها وضحوا بحياتهم وهم في سن حرج عكس الكبار و الشيوخ الذين إذا قلنا لا تهمهم ملذات الدنيا لأنهم تنعموا بها من زوجات و بنين و عاشوا تجارب الدنيا و خاضوا غمارها فعندما يقوم الشاب الى المعركة و يجاهد و يستشهد يجعل الكبير يخجل من نفسه و يسارع هو الاخر للاستشهاد.

فعلى شبابنا ان يكونوا قدوة للصغار و الكبار في نفس الوقت فعندما ينظر الصغير الى الشاب الذي أكبر منه سنا يقتدي به فإذا كان حسن الخلق سيصبح مثله فإن كان سيء الخلق - لا سمح الله - سيصبح مثله و هذا سيسبب ضياع المجتمع لأن الشباب هم الركيزة الاساسية لقوام المجتمع و صلاحه.

فعلى الشباب أن يكونوا قدوة بالأخلاق الحسنة لا الاخلاق السيئة فإذا أصبح شبابنا صالحا سنكون أفضل الشعوب و يجب ان نكون مثل شباب يوم عاشوراء لا تهمنا ملذات الدنيا فعندما يظهر مولانا الحجة بن الحسن (عليه و على آله السلام) نكون مستعدين لبذل مهجنا من أجل مولانا أذا ما أرادها.

فأسأل الله أن يجعلنا من الذين ينصرون مولانا عندما تحين الساعة.

الشباب هم عماد كل أمة و قلبها النابض و طاقتها الحية بهم تبنى الأوطان و تستمر الحياة و بصلاحهم يصلح المجتمع ويولد كل مشروع فكري و نهضوي جديد و الشباب من العمر كالربيع من الزمان و لهذا حث الإسلام على اغتنام فرصة الشباب في الإكثار من العمل الصالح و الجاد الهادف لصلاح الدنيا و الفوز بالآخرة ودور الشباب المسلم الذي يسير وفق تعاليم الإسلام و على النهج المحمدي دور عظيم في إصلاح النفوس و توجيه المجتمع و المحافظة على سلامته وأمنه و ازدهاره و تقدمه و بخاصة ممن آمنوا بالمشروع الإصلاحي المنبثق من النهضة الحسينية و تأثروا به و لا ينكر هذا الدور إلا أعداء الإسلام أو من كان في قلبه مرض الذين يدركون مكانة الشباب المسلم الحقيقي وسعيه في الإخلاص لدينه و معتقده و محاربته لكل توجه يحاول الانحراف بمسيرة الدين القويم و رسالة السماء.

و للنهضة الحسينية أثر واضح و كبير على سلوك و تصرف أغلب الشباب المسلم و بخاصة الذين ينظرون إليها كمنهج فكري و عملي خطه سيد الشهداء الذين قال عنه رسول الله و عن أخيه (الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة) فمن دروس النهضة الحسينية أخذت جميع شرائح المجتمع وسيلتها للسير في طريق بناء الأمة و المجتمع الصالح و الابتعاد عن طريق الانحراف و الفساد.

لقد ضرب لنا الشباب المؤمن الذين كانوا في معسكر الامام الحسين أروع الأمثلة في الصبر و العزيمة والتوكل على الله في تحمل المسؤولية مهما بلغ حجمهما و عظمها وكانوا مصداقا لقوله تعالى ﴿.

.

.

.

.

إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى١٣ و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات و الأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا﴾ فعلي الأكبر لم يكن وقوفه إلى جانب النهضة الحسينية بسبب ارتباطه بأبيه فقط و لكن السبب الرئيس هو إيمانه بصدق القضية التي خرج من أجلها الامام الحسين و شعوره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كشاب مسلم مؤمن و هو يرى الفساد و الانحراف ينخر جسد الأمة و يمزق أوصالها و هكذا كان القاسم بن الحسن وبقية شباب بني هاشم ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى الشاب التركي و الغلام الزنجي كونهم ينتمون إلى هذه الأمة و يؤدون واجبهم على أتم و جه.

اليوم و نحن نعيش حياة التطور و التكنولوجيا التي دخلت إلى أغلب بيوت المسلمين و حيث حملات الفساد الأخلاقي المنظم التي تقودها بعض الدوائر المعروفة و من يدور بفلكها علينا أن ندرك نهضة الحسين وثورته من أجل الإصلاح و هو القائل (إني لم أخرج أشرا و لا بطرا و لا ظالما و لا مفسدا و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله) لمعرفتنا بأن الإصلاح و محاربة الفساد يأخذ العديد من الأوجه و لا يتعلق بزمان أو مكان معين.

إن الحسين من الشخصيات القليلة المتميزة في التاريخ البشري لا يوجد أحد من أعلام النخبة العلمية العالمية في الفلسفة و التاريخ و الأدب و الإعلام إلا و تجد منه كلمات الاعجاب بشخصية الحسين و عند الاطلاع على نصوص أقوال تلك النخب في الحسين تتيقن أن الحسين تراث إنساني زاخر بالقيم الإنسانية الراقية و إن الحسين صياغة ربانية انتدبت لمهام وغايات سامية.

ننتخب من عشرات الأقوال للنخبة العالمية قول الكاتب الإنكليزي/ توماس لايل بعد أن شهد مجالس الحسين ومواكب العزاء.

.

(فشعرت في تلك اللحظة و خلال مواكب العزاء و مازلت أشعر بأنني توجهت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن و ممتلئ بالحيوية في الإسلام و أيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس و الحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا فيما لو وجها توجيها صالحا و انتهجا السبل القويمة و لا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين.

ان هناك رمزية في شخصية الحسين يعتبر إدراكها سمة من سمات توفيق الله وقد خص الله المؤمنين بجزء من تلك الرمزية فقد روي عن جعفر بن محمد قال: نظر النبي الى الحسين بن علي و هو مقبل فأجلسه في حجره و قال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا ثم قال: بأبي قتيل كل عبرة قيل: و ما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى(1).

فالمؤمنون الصادقون و الذين كانوا مع الصادقين يدركون تماما تلك الرمزية لأنهم يعيشونها لكن هناك أمر قد يخفي على الكثير خصوصا من جهلوا و جهل عليهم و لا زالوا يعيشون التجهيل لا يعلمون أن لولا الحسين لكان انتقال الخلافة الى يزيد أمرا طبيعيا ووراثة النبوة الرحمة و الرسالة الإصطفاء و تحولها الى ملك عضوض مسألة طبيعية و لكان فتح الباب في السقيفة لمن هب و دب ليكون خليفة لرسول الله أمرا طبيعيا ثم نستمر الى أن لا نجد من ينكر على داعش بدعها و فتنتها.

.

و لو أن شيئا من ذلك موجود الآن في الامة فعلا لأنه - كما قلنا - ان هناك من لا يعرف للحسين لأنه يعيش التجهيل في دينه فلا ينكر منكرا.

فلولا الحسين لكان لا دين صحيح إلا داعش و التكفيريين و لا ثلة مؤمنة إلا الوهابيين و التيميين.

و لولا الحسين لما كان هنالك ضمان من الانحراف فالحسين أسس لواقع رسالي يتجدد فيه العهد للحسين كل عام في ذكرى نهضته في شعار معاداة الظالمين و بغض الظلم و نشر الفضائل و القيم الانسانية الراقية.

.

ووصف ذلك واضح في زيارة الأربعين متجددة في كل عام.

و لولا الحسين لما تمايز الخبيث من الطيب فبالحسين و مع الحسين صار الفرز و برزت الاصطفافات مع الظالمين أو ضدهم وقد رأينا ذلك واضحا إبان حكم البعث المقبور.

و لولا الحسين ما برزت ساحات الحب لآل محمد صلوات الله عليهم باعتبارهم سفن النجاة و ما نشطت تظاهرات البغض للظالمين.

و لولا الحسين لما وجد منغص لنوم الطغاة.

فقبر الحسين هو القبر الوحيد في الكون الذي يرعب الظالمين و يقض مضاجعهم على مر التاريخ البشري.

و لولا الحسين لما تناخى المؤمنون ليجتمعوا على حب الله في مواكب و هيئات و تنظيمات ينشدون قصائد الثورة و يندبون المظلوم و يلعنون الظالم و يتجهون للإصلاح و يجمعون عيال الله الفقراء حولهم في انتظار الوعد الالهي والموعود المنصور.

.

فلولا الحسين لم يبق سوى الإحباط و التيه.

الحسين الامل في الدنيا بالخلاص و الآخرة بالشفاعة و الجنة.

و الحسين بوصلة الصدق و التصحيح و الصلاح و الإصلاح.

و الحسين عليه في تربته الشفاء وتحت قبته يستجاب الدعاء.

و الحسين هبة الله الى خلقه رحمة و نعمة و أمل بحياة

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

اشتية، رولا خالد الداود. 2019. أهمية الزيارة الأربعينية في محاربة الإرهاب و الحفاظ على الشباب من منظور النهضة الحسينية. مجلة السبط،مج. 5، ع. 2، ج. 2 (s)، ص ص. 483-485.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243853

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

اشتية، رولا خالد الداود. أهمية الزيارة الأربعينية في محاربة الإرهاب و الحفاظ على الشباب من منظور النهضة الحسينية. مجلة السبط مج. 5، ع. 2، ج. 2 (عدد خاص) (أيلول 2019)، ص ص. 483-485.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243853

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

اشتية، رولا خالد الداود. أهمية الزيارة الأربعينية في محاربة الإرهاب و الحفاظ على الشباب من منظور النهضة الحسينية. مجلة السبط. 2019. مج. 5، ع. 2، ج. 2 (s)، ص ص. 483-485.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243853

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-1243853