الأسس الأنطولوجية و الأخلاقية لمدينة الفارابي الفاضلة

الملخص AR

لقد اتضحت في ذهن الفارابي صورة موجودات الكون فقال انها ممكنة الوجود و ليست واجبة الوجود.

والموجودات الروحية و المادية فاضت تنازليا عن المبدأ الأول في عالم ما فوق القمر والموجودات الطبيعية و البشرية في عالم ما تحت القمر.

هكذا شيئا فشيئا حتى وقف عند حقيقة انتظام الكون و انسجامه الكلي ليستنتج انه هو النموذج المقترح الذي يجب الاقتداء به لبناء مدينة الإنسان التي لا تخلو من التنوع و التفاوت في أجزائها كحال موجودات الكون.

و اختلاف الناس في مراتبهم و قدراتهم و مللهم ليس مانعا من إقامة نظام سياسي اجتماعي متكامل شرط أن يأخذ كل جزء من أجزاء المدينة موقعه تبعا لقدراته ليقوم بالوظيفة المسندة إليه.

و ما بقي على الإنسان اذ إلابناء هذه المدينة المنشودة و إرساء قواعدها قدر الامكان لأن الله خلقه مجهزا بقدرات هائلة لا تستدعي منه إلا التوجيه السليم و الاستعمال الصحيح ليبلغ ما خلق من أجله و هو تحقيق السعادة.

هذه الاخيرة التي ينشدها و يصبو إلى بلوغها لا يفهمها بنو جلدته بطريقة واحدة مما أدى إلى تنوع السبل المؤدية إليها و الاختلاف حولها.

و معرفة الفلسفة هي الطريق الوحيد للقضاء على كل النزاعات و الاختلافات بين الناس حتى تتوحد آراؤهم صوب غاية واحدة لبناء دولة قوية لا تتنكر للعقل و الطرق البرهانية الصحيحة.

الكلمات المفتاحية: أنطولوجيا نظام الكون السعادة الأخلاق المدينة الفاضلة