الاعتبارات الإنسانية المانعة من تنفيذ العقوبات الشرعية

الملخص AR

في هذا المقال حاولنا الرد على من يشغب على أحكام الشريعة الإسلامية، بوصف العقوبات المقررة فيها بالقسوة، وعدم اعتبارها لحقوق الإنسان الأساسية، فسلطنا فيه الضوء على نموذج من نماذج سماحة الإسلام في مجال القضاء الجنائي؛ وذلك بإبراز الاعتبارات الإنسانية الكثيرة التي راعاها المسلمون أثناء تطبيق هذه العقوبات، مراعيا في ذلك مذهب الجمهور من علماء المسلمين، وأئمة المذاهب الأربعة، دون اعتبار لمن شذ عن الصف وخالف الجماعة، حتى يكون للمقال مصداقية في عين المخالف.

وقد توصلنا إلى أن الفقه الإسلامي في هذا الباب يزخر بالشواهد الدالة على عموم رحمة الله، وواسع إحسانه، ويعج بالأحكام والتفاصيل التي شرعت حماية لحقوق الإنسان الأساسية، وحفظت حاجاته الضرورية؛ فلم تشرع عقوبة إلا على مستحقها، ولم تنفذ إلا على الوجه المراد بها، فلا تقام في الإسلام عقوبة على حامل أو مرضع إلا بضمان حق جنينها وولدها، ولا تنفذ بمريض أو نفساء إلا باعتقاد سلامته بعدها، ولا تجرى وقت حر أو قر مخافة أن يهلك الجاني معها، ويجري اعتبار جميع ذلك إما بتأخير العقاب حتى تتوافر ظروفه، أو تخفيفه حتى تؤمن عواقبه.