السفن ذاتية القيادة : التحديات القانونية : دراسة تحليلية مقارنة

الملخص AR

للتقنيات الحديثة تأثير مهم على جميع القطاعات الصناعية و التجارية، و لا يستثنى من هذا قطاع النقل البحري؛ فتشغيل السفن حول العالم يتأثر و يتفاعل مع هذه التطورات، و سوف يتأثر بصفة خاصة مع ظهور السفن ذاتية القيادة، و هي السفن التي تفتقد إلى وجود العنصر البشري على متنها، أو السفن بدون ريان أو طاقم، بصفة عامة، على متنها.

و تشير التطورات التقنية الحديثة إلى أن السفن ذاتية القيادة unmanned ships من شأنها أن تصبح حقيقة وواقعا في المستقبل القريب، و تلقى السفن ذاتية القيادة، أي: السفن بدون ريان أو طاقم، بصفة عامة، على متنها، اهتماما متزايدا في مجال صناعة النقل البحري، و يرجع ذلك إلى المنافع التجارية المبتكرة والواعدة، ولكن في الوقت نفسه تثير هذه السفن مجموعة من التحديات القانونية؛ نظرا لأهمية وجدة الموضوع.

و من هذه التحديات القانونية اختفاء الطاقم الموجود على متن السفينة؛ فوجود العنصر البشري على متن السفينة يعد عاملا أساسيا، ولكن يفتقد هذا النوع من السفن هذا العنصر، وبالتالي قد يجعلها غير صالحة للملاحة، و بمعنى آخر : هل ما زالت السفن ذاتية القيادة تحمل مصطلح "سفينة"؟ و ما أثر عدم وجود طاقم (يشمل بصفة خاصة الريان والبحارة) للسفينة على متنها على القواعد القانونية المتعلقة بعقود تأجير سفن charterparties النقل البحري، و القواعد المتعلقة بمسؤولية الناقل البحري، و التصادم، و الإنقاذ، و الامتيازات البحرية؟ هل ستتأثر القواعد المنظمة لهذه الموضوعات بوجود السفن ذاتية القيادة و اختفاء طاقم السفينة؟ و تمثل هذه التحديات القانونية و غيرها العامل الأساسي لدراستنا هذه.