المازني والمبرد ودورهما في علم الصرف: دراسة مقارنة

الملخص AR

يتألف الكلام من مفردات رصفت على وفق قواعد اللغة العربية فأصبحت دالة على معنى، فعلم النحو يدرس كيفية انتظام الكلمات المفردة لتكوين جملة، وعلم الصوت يعنى بدراسة الأصوات التي تتألف منها الكلمات، أما علم الصرف الذي هو موضوع دراستنا فيعني بدراسة بنية الكلمة المفردة وكل علم في هذه العلوم يخدم العلم الآخر ويتداخل معه وهي جميعها تصب في مصب واحد هو فهم الكلام العرب.

لهذا كان لعلم الصرف أثرا كبيرا في الدراسات اللغوية التي أولاها النحويون اهتماما خاصا، وأول من وضع كتابا خاصا لها هو المازني وهو أبو عثمان بكر بن محمد المازني (٢٤٧ه) الذي امتلك براعة في التصريف إلى جانب تعمقه في النحو، إذ ألف كتابا مستقلا يختص بعلم الصرف جمع فيه موضوعات الصرف، وصاغها صياغة علمية متقنة، فأصبح على يديه علما مستقلا بأبنيته وأقيسته وتمارينه الكثيرة التي ذلل بها شوارده ويسرها للباحثين من حوله.

ثم جاء من بعده المبرد وهو أبو عباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر المعروف بالمبرد (٢٨٦ه) الذي اخذ من أستاذه المازني الكثير من المصطلحات الصرفية ودونها في كتابه المقتضب، أخذا من أستاذه الجذور الأولى لعلم الصرف وان كانا قد اختلفا في منهجية الكتابين، فدراستنا اختصت بدراسة مقارنه بين العالمين الجليلين لعلم الصرف في تقسيم الأسماء والأفعال وحروف الزيادة فيهما كما تناولت الدراسة عرض المادة الصرفية عندهما واختلافهما في بعض المواضع مع بيان جذور الكلمة الواحدة ووزنها وحروف الزيادة التي تطرأ عليها وما إلى ذلك.