المراتب الدلالية للآيات في القرآن الكريم

الملخص AR

أنّ للآيات في القرآن الكريم مستوياتٍ دلاليةً متفاوتةً في مراتبها، ولا بد ان يكون للمفهوم الوارد في الكتاب المسطور مصداقٌ لها على ارض الواقع في المنظور فكان الكتاب المسطور للآيات المدونة بالأحرف وكان الكتاب المنظور بالآيات المصدقة بصور مشهودة حية، ولم يعُرف للآيات مستوى دلالي أعلى مرتبةً وأكمل مصداقاً في الوجود من الانسان المهتدي بُهداها والمطبّق لمقتضى محتواها، فالعامل المكلّف العارف بأحكامها المُنزّلة والمؤوّلة كما ينبغي لأوامرها ونواهيها تتحول الآيات به مع الزمن من مستواها الظاهر الصامت الى مستواها الباطن الناطق الحي، وبذلك يكون الانسان المؤمن هو اعظمُ آية من آيات الله، والى هذا المعنى فسر أهل البيت عليهم السلام بعض الآيات القرآنية المسطورة بالإمام المعصوم لأنه الصورة الكاملة المجسدةُ للقول بالعمل والمُشخّصةُ للمفهوم بالمصداق من أجل ان يحيا الانسان بالقرآن حياة الهدى في واقع حياته المشهود لا بالمفهوم المُعلق بالهوى.