فلسفة معايير تقيم التاريخ الإسلامي و ضوابط صحته

الملخص AR

يُعدّ علم التاريخ من العلوم الحساسة ، وهو علم واسع تتحصل من خلاله اهم الدراسات الإنسانية لما يتضمن من حقائق وعبر عمّا صدر عن الانسان في سالف العصور ، وهو أيضا سجل يوثق التطور البشري في كل مجالات الحياة بشكل أو بآخر ، ومع هذا فالتاريخ هو مصدر لكثير من الخلافات بين ابناء البشر ، فمعظم الخلافات بين بني البشر هي تاريخية ، ومع الاسف وظفها السياسيون والمشتغلون معهم لإبراز التفوق الايديولوجي على الاخرين كما - مثلا - نجده في كتاب " نهاية التاريخ والانسان الأخير لفرانسيس فوكو ياما ".

بعده تفوق الحضارة الغربية التي تعتمد الليبرالية البراغماتية، جاء نتيجة لتجأوز المتحضرين بهذه الحضارة للتاريخ ، في حين بقي الاخرون داخل سجن التاريخ حبيسين ، فنالهم التخلف ولا زالوا يتصارعون لخلافات تاريخية عفى عليها الزمن.

ولكي لا يكون لأمثال هؤلاء المصابين بالفوقية -"فوكو ياما"(1) ، هنتنغتون"(2) هذه الحجة على التاريخ، وليكون التاريخ وثائق دالة على كل ما هو حسن في دنيا الناس، فان كانت تلك الوثائق تعلن الباطل وتحتوي العسف ، فأنها ستكون وثائق ادانة للمبطلين وعبرة لمن ينشدون الحق والحسن والكمال.

وان كانت محتويات التاريخ تحكي الحق والخير فأنها ستكون وثائق حق بيد المحقين الناشدين الخير والحق.

فالتاريخ مع المعايير الضابطة لصحته مفيد جدا لبناء الانسان ومستقبله.

من اجل هذا ولكي لا يبقى التاريخ على ما هو عليه دون تقييم هكذا، وقد يوظفه الظالم لظلمه ، ويسخر منه الفوقيون باعتباره حكايات ضررها أكثر من نفعها وقيود تكبل المجتمع .

من اجل هذا جاء بحثنا لتكون حكايات التاريخ وثائق صحيحة تنفع العاملين والمعتبرين بها وتمنع على المبطلين توظيفها لان المبطل لا يستطيع توظيف الحق والصدق لانهما يتعارضان مع ما ينشده من الباطل، وان حأول فهو مفضوح بحمله الاضداد.