فعالية استراتيجية قائمة علي الأركان التعليمية في تنمية فاعلية الذات الأكاديمية لدى الأطفال المعاقين عقليا القابلين للتعلم

الملخص AR

تعد الإعاقة العقلية من الظواهر المألوفة على مر العصور، و لا يكاد يخلو مجتمع ما منها، وهي من أشد مشكلات الطفولة خطورة نظرا لما تتركه من آثار نفسية عميقة علي المعاقين عقليا و أسرهم و المحيطين بهم كما أنها تعد مشكلة متعددة الجوانب و الأبعاد التي تتداخل فيما بينها تداخلا عميقا و يصعب الفصل بينها و تتراوح بين أبعاد و جوانب طبية و صحية و اجتماعية و نفسية و تأهيلية و مهنية؛ولهذا فإن مشكلة الإعاقة العقلية بأبعادها المتنوعة هي مشكلة تمثل اختبارا صعبا للمجتمع في اتجاهاته الإنسانية و العلمية و الاكاديمية و التطبيقية وفي مدى حرصه علي توفير الحياة الكريمة لجميع أفراده في حدود امكاناتهم المختلفة كما تعتبر هذه الظاهرة موضوعا يجمع بين اهتمامات العديد من ميادين العلم و المعرفة، كعلوم النفس و التربية و الطب و الاجتماع و القانون، و يعود السبب في ذلك إلى الجهات العلمية التي ساهمت في تفسير هذه الظاهرة و أثرها في المجتمع.

(غانم حسين، 2017، 5)يتطلب إعداد الطفل المعاق عقليا لمواجهة الحياة اكتسابه أكبر قدر من الخبرات و المهارات التي تؤهله لها قدراته و استعداداته حتى يكون عضوا نافعا في المجتمع و يخرج من حيز الإعاقة التامة إلى مجال الإنتاج و الاعتماد على النفس جزئيا أو كليا، نظرالأن نسبة كبيرة تبلغ حوالي الثلثين من المعاقين عقليا هم من القابلين للتعليم يمكنهم التكيف النفسي و الاجتماعي و المهني إذا ما أحسن توجيههم و تعليمهم، أما إذا لم يعمل المجتمع على رعايتهم فإنه سيعاني مع هؤلاء الأطفال و لن يتم الاستفادة من طاقاتهم و قدراتهم، حيث يتمتع هؤلاء الأطفال بقدرات مختلفة و لعل من أهمها القدرات الجسدية و الاجتماعية فتحتاج الإعاقة العقلية إلى مزيد من الرعاية و الاهتمام في سبيل إعداد أفرادها المعاقين عقليا للحياة بما يتلاءم مع إمكاناتهم العقلية المحدودة التي تجعلهم أقل قدرة علي التوافق سواء مع الذات أو مع الآخرين، و تؤثر بالتالي علي كيفية تصرفهم في المواقف الاجتماعية المختلفة وفي تفاعلهم مع الآخرين (انتصار الصمادي، 2017، 4).