مكافحة الإرهاب بين أنموذج العدالة الجنائية، و أنموذج الحرب : قراءة في العقلية العمانية و الأميركية لمكافحة الإرهاب قبل و بعد أحداث سبتمبر 2001

الملخص AR

لا شك ان مكافحة الارهاب أصبحت اليوم الشغل الشاغل لجميع دول العالم بلا استثناء، وذلك بسبب عولمة هذا الخطر العابر للحدود الوطنية، و عند البحث عن الوسائل و الادوات و التوجهات الدولية المتعلقة بمواجهته و التصدي له، تبرز لنا مقاربتين من المقاربات التي يدور حولها ذلك الهدف، و هما: - أنموذج العدالة الجنائية القائم على الجوانب القانونية و التشريعية، و أنموذج الحرب الذي يرتكز على القوة الصلبة والمواجهة العسكرية.

و المتتبع لتاريخ هذه المواجهة خلال العقود الـــ5 الاخيرة على اقل تقدير يلحظ وجود أنموذجين كذلك من نماذج التفكير و عقليات المواجهة المتعلقة بمكافحة الارهاب لدى معظم دول العالم، و التي سيطرت على مختلف التوجهات و السياسات الوطنية و الدولية، و يمكن التأكيد على أن الفاصل بينهما كانت أحداث 11 سبتمبر 2001م.

و على ما يبدو فان لتحولات و متغيرات السياسية الدولية بعد تلك الاحداث الكلمة المؤثرة و الفاصلة في تغليب أنموذج الحرب على أنموذج العدالة الجنائية لدى بعض الدول كما هو حال الولايات المتحدة الأميركية، ما كان له الاثر السلبي البالغ و الخطير على الفوائد المفترضة لمقاربة العدالة الجنائية لمكافحة الإرهاب، و التي يفترض أن تكون لها الأولوية على أنموذج الحرب والمواجهة العسكرية، أو على أقل تقدير صناعة موائمة بين النموذجين، الأمر الذي نتج عنه زيادة في القيود و المشكلات التي واجهت أنموذج العدالة الجنائية بعد تلك الأحداث.

بينما كان لأنموذج العدالة الجنائية الحاكمية و الغلبة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب على استخدام اسلوب السياسة الصلبة والمواجهة العسكرية لدى دول اخرى كسلطنة عمان، حيث تمكنت هذه الأخيرة و طيلة 50 عقود من التعامل مع الإرهاب عبر الاعتماد بشكل رئيسي على أنموذج العدالة الجنائية لمكافحة الإرهاب، بعيدا عن استخدام أنموذج الحرب أو حتى خوض تلك الصراعات و الحروب المباشرة مع التنظيمات الارهاب