المرفق العام بين تحقيق المصلحة العامة و بلوغ الفعالية

الملخص AR

ارتبط وجود الدولة منذ القديم بتطور الفكر الإنساني، وسعيه على مر التاريخ للبحث عن النظام و الأمن و تحقيق النفع العام، ففي البداية كانت الدولة مجرد جهاز إداري ممركز هدفه الأمن و الدفاع، ثم تحولت إلى كيان مبني على نظريات و قواعد و أسس و قوانين متعلقة بالتنظيم و التسيير والتوجيه لكل ما له علاقة بالفرد و المجتمع، و رغم تنوع و تعدد و تشابك و تطور نشاط الدولة عبر التاريخ، إلا أنها كانت دائما تسعى و راء إشباع الحاجات العامة المختلفة التي تنشأ و تتزايد دائما، مما افرز توسع في دائرة نشاطاتها و تدخلاتها، لهذا ابتكرت عديد الآليات لتنفيذ هذه النشاطات المختلفة، أهم هذه الوسائل و الآليات المرفق العام، هذا الأخير ارتبط ظهوره بتطور و تزايد وظائف الدولة، و أصبح وسيلة لتنفيذ سياساتها العامة المختلفة، كما ارتبط نجاح هذه السياسات بمدى حسن تسيير المرفق العام، و هكذا كان المرفق العام مصاحبا و ملازما لتطور الدولة هدفه الجوهري و الرئيسي خدمة المصلحة العامة للأفراد، لكن مع تنامي القدرات و الإمكانات و تعقد و تزايد متطلبات تحقيق المصلحة العامة من جانب المرفق العام، أفرز بدوره رؤى و استراتيجيات جديدة وقيم مطالب بمواكبتها و بلوغها ألا وهي الفعالية، هذا ما حاولنا توضيحه من خلال التعرض للمصلحة العامة كهدف جوهري للمرفق العام، ثم البحث في مدى سعي هذا الأخير لبلوغ الفعالية.