البناء التشكيلي للصورة السينمائية و أثره في تطوير المدرك الحسي

الملخص AR

تشكل الصورة العنصر الاساس في الفيلم ⸵ كون الفيلم قصة تروى بالصور، و عليه فإن الاهتمام ببناء الصورة يشكل نقطة ثقل رئيسية في بنية العمل الدرامي ككل، حيث تتوقف مقومات الفيلم على الصورة، فهي العنصر الحامل لكل القيم التعبيرية من إخبار، و ا علام مباشر الى الايحاءات و التلميحات التي تعمل على تحفيز و اثارة مخيلة المتلقي لاستحضار صور ذهنية مضافة الى الصور المرئية لتعمق من دلالاتها و معانيها.

ان كل مكونات الفنون المرئية حاملة لعناصر و رموز ترتب في نسق معين لتعطي معاني خاصة و دلالات محددة، غير أن الانسان اكثر استجابة للمرئيات الناتجة عن تناسق معين بسطح و شكل و كتل الاشياء، لان ذلك التناسق يعمل على خلق الاحساس بالمتعة، بينما يؤدي الافتقار لمثل هذا التناسق الى خلق شعور بعدم الارتياح، و اللامبالاة أو حتى عدم الرضا و النفور على حد التعبير⸵ وعليه فإن التناسق و الانسجام في ترتيب و تنظيم عناصر الصورة السينمائية يؤدي الى خلق حالة الارتباط والتوحد مع الصورة الفيلمية و بالتالي يقبل العمل الفيلمي كوحدة و احدة.

من هذه الحقائق انطلق هذا البحث الذي عني بدراسة البناء التشكيلي للصورة السينمائية كمدرك حسي في دراسة عينة من الأفلام.