التفكير البصري كأحد أنماط التفكير الغير لفظي ومدى تأثيره على العملية الاتصالية

الملخص AR

يمكننا أن نلخص و نجمل كل العلاقات بين الصور البصرية و العناصر اللفظية في أن "الصور تتمم الكلمات، و العكس صحيح"، و لقد تم ذكر هذا التكامل اللفظى البصرى منذ أكثر من عقد من الزمان، تحت عنوان "التكامل البصرى اللفظى"، فعندما لا يتم توظيف الصورة بشكل جيد فلن تستطيع الكلمات بمفردها توضيح المعنى، و بنفس الطريقة فلا يمكنك أن تعرض شيء ما بينما تقول شيئا أخر، فالنتيجة في هذه الحالة هى تحطم العلاقة بينهما و قطع الصلة التى تربطهما.

فهناك بنية موجودة في الصورة و اللغة، لكن بنية المعلومات في الصور المحيطة أكثر ثراء و استمرارا من بنية المعلومات الموجودة في اللغة.

إن كل فنان يعرف أن هناك أفكارا يمكن التعبير عنها بصريا دونما حاجة للتعبير الفظى عنه ا؛ فاللوحة ـ في رأيه ـ هى عرض للمعلومات البصرية التى لا تتكون من نقاط لونية أو أشكال مألوفة ذات معان محددة فقط، لكنها تكون أيضا ذات تنظيم بصرى يتـــكون من تدريج من الوحدات المتفاعلة.

لذلك فلقد نشأ هذا النوع من التفكير في مجال الفن، لاعتبار أن المتلقي ينظر إلى رسم ما فأنه يفكر تفكيرا بصريا لفهم الرسالة المتضمنة في الرسم، و المصمم عندما ينظر الي اللغة اللفظية و يترجمها الي لغة بصرية ناحجة من خلال قدرته علي التفكير البصري الناجح و بالتالي يجمع بين أشكال الاتصال البصرية و اللفظية في الأفكار.

لما له من قدرة عقلية مرتبطة بالجوانب الحسية البصرية حيث يحدث عندما يكون هنالك تناسق متبادل بين ما يراه المتلقي من أشكال و رسومات و علاقات و ما يحدث من ربط و نتاج عقلي معتمد على رؤية الشكل المعروض لأن التمثيل بالأشكال البصرية يدعم التفكير البصري من ناحية قدرة رؤية العلاقات الداخلية.

و قدرة الكشف عن العلاقات النسبية في أبعاد الشكل و هذا يعني أن التفكير البصري نمط للتفكير تتداخل فيه طرق ثلاث من التفكير هي: التفكير بالتصميم، التفكير بالرؤية، و التفكير بالتصور.

وعليه فأن التفكير البصري يشكل منظومة تعكس قدرة المصمم على قراءة ماهو لفظي و تحويله الي اللغة البصرية و من جانب المتلقي يدرك تلك اللغة البصرية التي تم صياغتها من قبل المصمم و تحويلها إلى لغة لفظية لتحقيق عملية اتصال ناجحة لما يرجو اليه المصمم في التصميم