استقلال المحاماة و أثره كشريك في تحقيق العدالة : دراسة تأصيله

الملخص AR

إن المحاماة هي صوت الحق في الأمة، وهي رسالة ينهض بها المحامون فرسان الحق و الكلمة و يخوضون فيها الغمار، و يسبحون ضد التيار، يحملون راية العدل في صدق وأمانة وذمة و وقار، يناصرون الحق و يدرأون الظلم، يناضل المحامي في القيام بأمانته مناضلة قد تتعرض فيها مصالحه وحريته للخطر وربما حياته نفسها.

و المحاماة بهذا المعني، هي رسالة جليلة تستهدف الدفاع عن حقوق المظلومين والوقوف إلي جانبهم، و فرسان هذه الرسالة هم المحامون بما يملكون من شجاعة و علم، شجاعة تتمثل في خوض غمار المعركة القانونية بين مؤيد و معارض، بين موكل و خصم، و علم يتمثل في دراسة شاملة بعلوم القانون و بكل علوم الحياة ودراية بفن الخطابة حتى يتأتي له حسن الإقناع و دحض كل الحجج التي قد تقف حجرة عثرة في وجه مصالح موكله.

تعتبر مهنة المحاماة من المهن التي تحظي بأهمية كبيرة داخل الأسرة القانونية بشكل خاص و المجتمع المدني بشكل عام، فهي ركن من أركان العدالة و صرح دفاعي يحتمي خلفه المظلومين و الباحثين عن استرجاع حقوقهم المهضومة وحرياتهم المسلوبة، مما يحقق و يحفظ سيادة القانون، كما تساهم مهنة المحاماة في تطوير الفكر القانوني وفي توعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم إزاء المجتمع من ناحية وفي علاقتهم ببعضهم البعض من ناحية أخرى^([1]).

1) د/ سمية أبو فاطمة – شركة المحاماة المدنية – دراسة مقارنة – رسالة دكتوراه – كلية الحقوق – جامعة طنطا – صـ1: 5.