حقيقة خلافة الإنسان و إستفهام الملائكة في القرآن الكريم : دراسة تفسيرية

الملخص AR

من القصص التي أنفرد بها القرآن الكريم عن الكتب المقدسة الاخرى( التوراة- الانجيل- الزبور) رواية المحادثة التي كانت بين الله تعالى و الملائكة بعد خلق آدم (ع) و جعله خليفة في الارض، و لولا ذكرها في القرآن الكريم لما تداوها إنسان و مفكر إطلاقا، و لهذا تعتبر من الغيبيات التي تحدث عنها القرآن الكريم.

وقد تعددت النظريات و الآراء حول هذه القصة و حقيقة الخلافة الالهية التي جعلها الله للإنسان في الارض، وفي هذا البحث سنحاول تسليط الضوء على بحث آيات خلافة الإنسان و إستفهام الملائكة عن هذه الخلافة، و الاستعانة بالسنة الشريفة و بآراء العلماء في سبيل تعزيز الآراء، وقد توصلت إلى بعض النتائج المهمة لهذا البحث و منها أن سؤال الملائكة على جعل آدم خليفة في الارض هو عن سبب و جدوى جعل مثل هكذا خليفة يفسد في الارض، و ذكرت هناك عدة آراء حول استفهام الملائكة من جملتها لعلمهم بطبيعة الانسان و تكوينه و غرائزه التي أودعها الله فيه و محدودية عالم الدنيا الذي يؤدي لا محالة إلى التزاحم مما يسب الفساد و القتل وسفك الدماء، و كذلك توصلت إلى أن الاستخلاف على قسمين عام و خاص.

و الاستخلاف العام هو استخلاف البشر كلهم في الأرض، وقد بدأ هذا الاستخلاف من حين أن أهبط الله آدم و زوجته حواء إلى الأرض بعد معصيتهما، و هو يشمل ذرية آدم جميعها، أما الاستخلاف الخاص فهو أن تستقل أمة من الأمم أو فرد من الأفراد في ملكية شيء من الأشياء.