موقف الدول الكبرى من استقلال شبه القارة الهندية عام 1947

الملخص AR

كانت و لا تزال شبه القارة الهندية قبلة الدول الكبرى لما تتمتع به من موقع جيوستراتيجية و دور اقتصادي مهم في الاقتصاد العالمي، فضلا عن الثقل السكاني الكبير و مصدر مهم للأسواق التجارية، جاءت ظروف استقلال القارة الهندية من السيطرة الاستعمارية في ظروف صعبة و ترك هذا الاستقلال عدة بؤر صراع مزمنة لا يزال البعض منها إلى الآن مستمرا من تاريخ استقلال القارة عام 1947م.

اللاعب الأساسي في هذه القارة هي الهند التي ولدت من رحمها دولة باكستان المسلمة بعد صراع طويل و كفاح مسلح للأحزاب المسلمة فيها للحصول على الاستقلال في الوقت الذي كان العالم يتجه إلى تشكيل معسكرين الأول تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، و الآخر المعسكر الشرقي الذي يقوده الاتحاد السوفيتي (سابقا) مما توجب على الدول الحديثة في الاصطفاف مع أحد المعسكرين لضمان ديمومة الحياة السياسية في العلاقات الدولية و الحصول على المساعدات الاقتصادية المهمة لضمان استمرارية الحياة السياسية مقابل تنفيذ أجندات سياسية و عسكرية لتلك الدول في الساحة الدولية، كانت محركات هذه السياسات و خصوصا الهند ما تعانيه من عقد داخلية من دينية و ديموغرافية و انفصال باكستان عنها انعكست بشكل مباشر اتجاه جارتها الجديدة لضمان تدفق الدعم الدولي لها.