الاحتياط للمعنى و أثره التداولي في الخطاب النبوي الشريف

الملخص AR

تولدت فكرة هذا البحث مؤسسة على إشارة ابن جني (ت392هـ) في كتابه (الخصائص)، عندما عقد بابا أسماه (باب في الاحتياط)، و على الرغم من أنه لم يذكر تعريفا محددا لقصده بالاحتياط، و لكنه أوضح ذلك تمثيلا.

كما ألمح إلى تعدد صور الاحتياط للمعنى، و عدم اقتصارها على ما ذكره في هذا الباب، مما يفتح المجال لإلحاق صور أخرى للاحتياط غير تلك التي ذكرها، طالما تحقق بها الغرض ذاته من توثيق المعنى، و تمكينه، و رعايته، و تحصينه.

فانعقد العزم على دراسة سبل الاحتياط للمعنى بمفهوم ابن جني في الخطاب النبوي الشريف.

و لذا اتجه البحث لتتبع هذه الظواهر التي ذكرها ابن جني-وغيره- للاحتياط في الخطاب النبوي الشريف، و كذلك ظواهر أخرى تفيد الاحتياط للمعنى لم يذكرها ابن جني أو غيره، ألحقها البحث بهذه الظواهر، فجمع البحث – نتيجة لهذا- بعض هذه الوسائل التي كان يوظفها النبي (r) بغية الاحتياط للمعنى.

وإن كانت هذه الوسائل كثيرة و متنوعة، فإن البحث قد ركز عمله على تلك الوسائل التي يكثر استعمالها وتوظيفها في الخطاب النبوي، بحيث تمثل ظاهرة مطردة في خطابه (r).

مع رصد الأثر التداولي لهذه الظواهر، والوسائل التي تم بها الاحتياط للمعني في الخطاب النبوي.

وقد قسم البحث إلى: تمهيد، و مبحثين، و خاتمة.

وقدظهر من خلال البحث حرص النبي (r) على الاحتياط للمعنى؛ مراعاة لملابسات إلقاء الخطاب، لذا وظف النبي (r) بعض الوسائل احتياطا للمعنى، و تأكيدا له، و تحقيقا لبعض المساواة بين المتلقين للخطاب.