مثارات الغلط في الاجتهاد الفقهي المعاصر

الملخص AR

إن المتأمل لحركة البحث الفقهي المعاصر اليوم - و مع كثرة البحث و الكتابة فيه- يدرك حقيقة الحاجة الملحة لضبط الاجتهاد فيه و ترشيده، إذ إن التناول العلمي الرشيد للقضايا يكون من خلال أمرين: الأول: تلمس القواعد و الضوابط الحاكمة للاجتهاد فيها، - و لا يخفي على أحد انصراف جل الباحثين إليه، فقد انبروا له تأصيلا و تنظيرا و تطبيقا، الثاني: بيان مزالق النظر و التنبيه على الأغلاط و الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الباحثون و المفتون أو وقعوا فيها خلال الممارسة العملية الاجتهادية، ليكون ذلك دافعا لتحاشيها و التحرز منها، ولتكون الأحكام المرجوة من أثر اجتهادهم صحيحة؛ وقد آثرت في هذه الورقة البحثية مناقشة الأمر الثاني تصويرا و تمثيلا.

و لا أدعي في هذه الورقة البحثية حصر ذات الأغلاط و لا استيعابها، و إنما حصر أنواع الخلل الواقعة في الأسباب المفضية إليها، ليستشرف بها المبتدي و يقف على غايتها المنتهي؛ وذلك بحسب الجهد و الاجتهاد، أو القصور و التقصير.