آلية الاتحاد الإفريقي للتعاون الشرطي (الأفريبول)‎ و دورها في مكافحة الجريمة الإلكترونية

الملخص AR

تعتبر الجريمة الالكترونية صورة مستجدة لتطور الإجرام العابر للحدود، بحيث أصبحت تشكل تهديدا خطيرا على الاقتصاد العالمي، فالتطور التكنولوجي الحاصل في العالم حتم على الدول الارتباط بالنظام الالكتروني العالمي نظرا للمزايا و التسهيلات التي يوفرها، غير أن هذا النظام قد أصبح يشكل منطلقا لارتكاب جرائم ماسة بالأفراد و الكيانات من دول وشركات اقتصادية عالمية، الأمر الذي دفع بالدول من خلال الأجهزة الرسمية سواء أكانت إقليمية أو دولية إلى تعزيز تعاونها من أجل مكافحة الجرائم الالكترونية بكافة صورها و خصوصا تلك الماسة بالنظام الاقتصادي و الأمني، بحيث تم إقرار العديد من الاتفاقيات و البروتوكولات الدولية في هذا السياق.

و تعد آلية الاتحاد الإفريقي للتعاون الشرطي "الأفريبول" من بين أهم الآليات المؤسساتية الإقليمية في مجال مكافحة الإجرام الالكتروني، فهذه الآلية تعتبر ضرورة حتمية و تأتي استجابة لرغبة الدول الأعضاء في هذه المنظمة الإقليمية، خصوصا مع ضعف و هشاشة البنية التحتية الإلكترونية للدول الإفريقية، و على الرغم من حداثة نشأة هذه المنظمة إلا أنها قد ساهمت بجلاء في ردع الإجرام الالكتروني في القارة الإفريقية، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الشرطية للدول الأعضاء، و كذا تعاونها مع الهيئات الدولية ذات الصلة ممثلة في المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول".