التكرار في سورة القمر : دراسة بلاغية

الملخص AR

يشكل النص المكرر في سورة القمر بؤرة السورة لكثافة المدلولات التي يحملها، على الرغم من تناوب أسلوب التكرار بآيات تتعدد بتوزيع خاص، و تتنوع وفق أسلوب يتوزع بطريقة تجعله يدخل في النسيج اللغوي والموضوعي لنص السورة، فإنه جعل منه مفتاحا يلج بها المتلقي إلى فضاء السورة، فقد وجد الباحثان أن النبرة الخاصة التي يخلقها إيقاع الآية المكررة ذو مساس مباشر بالقصة التي تسبقه، وقد نبه البحث المتلقي عند التعامل مع الآية المكررة إلى ضرورة الإلتفات إلى الجدية التي تحافظ فيها الجملة على صرامتها، أيا كان السياق الذي ترد فيه، لأن الآيات المكررة كانت في كل قصة قرآنية داخل السورة تكشف القناع عن شخصيات جموحة من الكفار تتفلت بأشكال من الأعذار يصطنعونها وفقا لمزاجهم، لذلك كان يأخذ سلوكهم في العناد أشكالا مختلفة، مما جعل السورة من خلال التكرار تطرحهم مثالا للدونية، لكي تمعن في تعذيبهم، تبعا للسلوك الذي ارتضوه.

و خلص الدارسان إلى أن التكرار سلط الضوء على نقطة حساسة في مقولة السورة، تنص على أن الآية المكررة تكون وثيقة الارتباط بالمعنى العام للسورة، وقد لفت البحث النظر إلى أن التكرار يقرع الجرس باتجاه البعد التأثيري المتوخي من تكرار الآية أن يؤديه في السياق، كما لفت إلى قدرة التكرار على إحداث تلك الرعشة المرعبة التي تملؤها الرهبة و الخوف، من خلال سرد قصص عذاب الأقوام التي أهلكها الله، نتيجة تكذيبهم لرسلهم، و أشار البحث إلى وظيفة أخرى للتكرار لا تقل أهميته عن الوظيفة الأولى وهي وظيفة إفهامية تعلمية توعوية أبانت عن كمال العناية الإلهية بالإنسان بغية تخليصهم من العذاب، وقد جاء البحث في و تمهيد و دراسة نصية فنية.