الأثر الثقافي للحجاح الأفارقة في جنوب شرق آسيا

الملخص AR

انتقل بعض الأفارقة الذين كانوا قد استقروا في السابق كما ذكرنا بمكة إلى بعض دول جنوب شرق آسيا، وذلك عن طريق ملوك و سلاطين بعض دول جنوب شرق آسيا العائدين من رحلات حجهم حيث كانوا يقومون بإغراء الكثير من الإفريقيين للسفر معهم و العمل في بلاطهم، أو كان يتم شراء البعض منهم كما انتقل البعض الآخر بعد أن فرغوا من أداء منسك الحج، ولم يجدوا فرصة للعمل و الرزق في الأراضي المقدسة فانتقلوا إلى بعض دول جنوب شرق آسيا كالهند و باكستان و جزر المالديف و سريلانكا، وذلك للعمل كبحارين أو جنود أو مترجمين أو غواصين أو كعمال في أرصفة الموانئ أو للعمل في مجال الزراعة أو استخراج الملح و الفحم على الجانب الآخر انتقل بعض الأفارقة المتواجدون على طول الطرق الأفريقية الساحلية الرئيسية المطلة على المحيطات كالمحيط الهندى، و الهادي، و الأطلنطي إلى دول جنوب شرق آسيا عن طريق الهولنديين و البرتغاليين في القرن السادس عشر جدير بالذكر أن الأفارقة قد اندمجوا في المجتمعات الإسلامية في دول جنوب شرق آسيا من خلال المصاهرة و الزواج و العمل، و تحولت النظرة إليهم من دخلاء إلى نظراء و أصبحوا قادرين على تكوين شبكة من العلاقات.

كما كانت من أهم سماتهم هو المحافظة على المورث الثقافي الأفريقى لديهم و التمسك به، لذا يعد الحج ملتقى للتبادل الثقافي على مستوى الدول الإسلامية خاصة ودول العالم عامة.