أثر برنامج مقترح في التربية الفنية قائم على استراتيجية التعلم الخدمي في تنمية الفعالية الذاتية لدى طلبة المرحلة الثانوية

الملخص AR

تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على أهمية التعلم من خلال الخبرة و العمل و مساعدة المتعلمين على كيفية التعلم و الاستقلالية في تعلمهم و التكامل بين المعارف و الخبرات النظرية التي يقوموا بدراستها، و التطبيقات العملية لتلك المعارف من خلال توظيفها في خدمة المجتمع بحيث يصبح التعلم المدرسي وسيلة للمشاركة الفاعلة في الحياة والواقع المجتمعي وأداة فعالة لتطويرهما.

وفي هذا الإطار تأتي استراتيجية التعلم الخدمي باعتبارها إحدى استراتيجيات التعليم و التعلم المعاصرة لتدعم تلك التوجهات من خلال تعزيز أدوار المتعلمين في المواقف التعليمية المختلفة سواء داخل المجتمع المدرسي أو خارجه، حيث تؤكد علي أن عملية التعلم تعد بمثابة نتاج للتفاعل بين الفرد و البيئة، كما تركز علي أهمية التعلم بالخبرة و العمل القائم علي فلسفة التعلم النشط، مما يساهم في تكوين شخصية المتعلمين تكوينا متوافقا علي مستويات ذات جوانب متعددة نفسيا، و اجتماعيا، و أكاديميا، و يفعل دورهم في العملية التعليمية بما يحقق مفهوم التعلم من أجل الحياة، و ينعكس علي فعاليتهم الذاتية.

إنطلاقا مما سبق تأتي تلك التوجهات متوافقة مع منطلقات و أهداف التربية الفنية المعاصرة، و ما تنطوي عليه ممارسة أنشطتها المختلفة من أدوار لها إنعكاس على المجتمع و البيئة من ناحية، و على شخصية الفرد من ناحية آخري.

حيث أصبح من المؤكد إستحالة عزل أدوار و أبعاد التربية الفنية عن المجتمع و البيئة المحيطة، كما أن تدريسها لم يعد مقتصرا على الممارسات التشكيلية فحسب؛ بل تبلورت الحاجة إلى التوفيق بين الوظائف الاجتماعية و الفردية و الروحية و السيكولوجية للفن، و مع هذا التوجه المعاصر لأهداف التربية الفنية و تبلور الدور المزدوج لها، فإن الدراسة الحالية تبحث في بيان أثر برنامج مقترح في التربية الفنية قائم على استراتيجية التعلم الخدمي في تنمية الفعالية الذاتية لدي طلاب المرحلة الثانوية.