تصور مقترح "لتطوير ادارة المعاهد الازهرية في مصر على ضوء نموذج التميز الأوروبي"

الملخص AR

يشهد العالم اليوم كثيرا من المتغيرات و التحولات العالمية التي كان لها تأثير على التعليم ولاسيما الإدارة التربوية، و التي تتمثل في التحول من التكنولوجيا المحدودة إلى التكنولوجيا الفائقة، و النمو العلمي و المعرفي، و العولمة، الجودة الشاملة للتعليم، التحولات الإدارية و التربوية.

و شهدت جمهورية مصر العربية، في ظل توجهات القيادة السياسية، منظومة من الفعاليات العلمية و التربوية ترمي إلى تطوير النظام الإدارى التربوي للمساهمة في مسيرة التعمير و البناء الاقتصادي و الاجتماعي، فالمحاولات الجادة لتطوير التعليم تشهد بأن الدولة تبذل جهودا كبيرة لتطوير التعليم و سياساته.

و يمثل التعليم الأزهرى جزءا من منظومة التعليم في مصر، و ركيزة هامة في تعليم الأمة الإسلامية بصفة عامة وفي المجتمع المصري بصفة خاصة، نظرا لما له من أهمية في تقديمه أفضل الخدمات لمصر و العالم الإسلامي على مر العصور، و مازال يؤدى رسالته على أكمل وجه بفضل ما بذله علماؤه و طلابه من جهد في سبيل إعلاء كلمة الاسلام و المحافظة على تراثه المجيد و نشر الوعى القومي في نفوس المصريين، و لقد شهد العديد من الحركات الإصلاحية التى استهدفت تطوير التعليم قبل الجامعي و محاولة مواكبته للظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الحالية.

إلا انه في حاجة ماسة لإحداث تغيرات في هيكله التنظيمي حتى يكون أكثر فعالية و حتى ينهض بأعداد الأجيال المتعاقبة إعدادا صالحا، و يشارك بفاعلية في مشروعها القومي، و نجاح العملية التعليمية و التربوية بالمعاهد الأزهرية، يتوقف على مدى كفاية القائمين على إدارة المعاهد متمثلة في شيوخ المعاهد، و معاونيهم من الوكلاء و المعلمين الأوائل، كما أن أهمية الدور القيادي و الإشراف الذى تلعبه إدارة المعهد الأزهرى يستمد أهميته من المرحلة نفسها، كما أن هذا الدور لا يعد ثابتا بل يرتبط إلى حد كبير بالمتغيرات التى تطرأ على التعليم من ناحية، و على إدارة المؤسسة التعليمية، و على طريقة ممارستها داخل المعهد من ناحية أخرى.