دراسة موضوعاتية فنية في التراث الصوفي الإسلامي المغمور

الملخص AR

حاولت دراستنا الولوج إلى البنية العميقة لبعض النصوص الشعرية المغمورة في التراث الأدبي الإسلامي.

وإبراز تمظهرات الخطاب الصوفي فيها، وغايتنا تسليط الضوء عل هذا الجانب المخفي من تراثنا الإسلامي الغير مدروس وذلك من خلال ما أجريته من دراسة موضوعاتية وفنية خاصة أن شعر التصوف يكتنز صورا ومعان تحتمل التأويل، ولغته لغة خاصة تقوم على الغموض لجأ إليها المتصوفة عندما وجدوا اللغة العادية عاجزة عن تصوير أحاسيسهم وأحوالهم النفسية فاستخدموا الإشارة والتلميح والترميز متكئين في ذلك على مرتكزات حسية استمدوا منها طاقتهم الإبداعية للغتهم الشعرية، إذ استعاروا رمز الأنثى ليتفننوا في لغة الحب والخمرة في جدليتها التي يقيمونها بين السكر والصحو.

والطبيعة لشساعة معانيها؛ فسموا بذوقهم إلى مستوى انفعال الحب، هذا الذي يمثل المحور الأساسي الذي تنتظم حوله بقية الانفعالات الأخرى، بما فيها من أحوال تجتاحهم أثناء مجاهداتهم التي يقومون بها أثناء رحلتهم العرفانية، تمكنهم من المرور من مقام لآخر؛ كل هذا جعل تجربتهم الصوفية متكاملة موضوعها الأساسي الحب الإلهي.

أما الدراسة الفنية فهدفنا منها إبراز تلك الفسيفساء من الأساليب والتعابير في النصوص الصوفية المتناولة، بما في ذلك المعجم والتراكيب والصور التي نسجوها في قالب موسيقي بديع وكذا إبراز ما لهذه الفنيات من دور في إنضاج قصيدتهم الصوفية، وإعطائهم جمالية تنبع من ماهية الجمال التي يؤمنون بها، والصادرة عن وعيهم ونظرتهم للحياة