وضع قبائل إقليم برج بوعريريج بعد انتفاضة المقراني 1871 في ضوء وثائق الأرشيف الفرنسي

الملخص AR

لقد كانت لانتفاضة المقراني 1871 انعكاسات اجتماعية جد مؤثرة على بنية المجتمع الجزائري وتوزيعه الجغرافي و علاقاته، انطلاقا من رد الفعل العنيف لسلطة الاحتلال الفرنسية، فقد تزامنت و حدوث تحولات سياسية دولية فقدت من خلالها فرنسا نفوذها بألمانيا بعد حرب 1870، و ظهرت بها سياسة توسعية لدعاة الحركة الاستعمارية الجديدة متوازية مع نمو الحركة الاستيطانية نحو الجزائر.

وفي الوقت الذي جعلت انتفاضة المقراني حالة الركون للجزائريين بفعل عمليات القهر و المصادرة و النفي و التهجير، شكلت من جهة فرنسا فرصة سانحة لتحقيق مزيد من المكاسب و السيطرة على الأراضي خاصة بإقليم الهضاب العليا لتحقيق مشروعها الاستيطاني، حيث كانت المساندة الكبيرة من طرف القبائل للشيخ المقراني في جهاده ضد الاحتلال الفرنسي.

في هذا الإطار تندرج مساهمتنا هذه و التي تسعى إلى إبراز جوانب من تأثير و تداعيات انتفاضة المقراني على منطقة البرج من الناحية الاجتماعية، و التي لا نجدها في كثير من الدراسات التاريخية المتعلقة بالتاريخ المحلي، و نقصد بها هنا مسألة التهجير القسري الداخلي، الذي مارسته فرنسا عقب بعض الانتفاضات كانتفاضة المقراني 1871 و من بعدها انتفاضة البوازيد بإقليم الزاب سنة 1875.