من جمالية التلقي إلى بلاغات الخطاب : مقاربة لبنية مفهوم التلقي في السياق القرآني

الملخص AR

تتناول هذه الدراسة إشكالية توظيف عناصر البنية المفاهيمية لنظرية جمالية التلقي في مقاربة جمالية الخطاب الإلهي، في ظل خصوصية وعائها الإبستيمولوجي، بغية الكشف عما يمكن أن تقدمه هذه النظرية من فرص لتفعيل هذ الخطاب.

حيث تم تفكيك عناصر البنية المفاهيمية لنظرية جمالية التلقي كما صاغها "هانز روبرت ياوس"، ثم تحليليها، ليتم بعد ذلك استدعاء هذه العناصر في السياق القرآني، و تحليلها وفق قراءة تدبرية واعية.

و تبدو أهمية هذه الدراسة واضحة بالنظر إلى التحديات التي تواجه أمة محمد صلى الله عليه و سلم، في سبيل النهوض بتبعات عالمية الخطاب القرآني، من خلال تحصيل ثمرة هذا الخطاب تحققا و تخلقا، على نحو يتحقق في ظله الحضور الفعلي للعقل الإنساني، من خلال اختبار قدرته على التفاعل مع نسق الخطاب الإلهي، ليشكلا معا دلالة إيمانية متجددة لمفهوم تلقي كلام الله عز و جل، ترتقي بالإنسان إلى المصاف الإيمانية ثم الكونية المكافئة لبلاغات رسالة الخطاب الإلهي و عالميتها.

و لقد أظهرت الدراسة مكمن التميز و التفرد في المنظومة الخطابية القرآنية، و التي كفلت تحقيق التماسك الداخلي لعناصر البنية المفاهيمية لمفهوم التلقي، و منعت من تشتيت منظومته البنائية.