فاعلية استخدام استراتيجية مقترحة قائمة على التعلم الذاتي في تنمية تحصيل المفاهيم العلمية و بعض عمليات العلم في مادة العلوم لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي

الملخص AR

نظرا لما يشهده العصر الحالى من تقدم التكنولوجيا و إنفجار المعرفة، فقد أدى ذلك إلى تشعب فروع المعرفة و تعدد التخصصات، و صحب ذلك كله تضخم في كمية المعرفة و أصبح من الصعب على المناهج الدراسية أن تتضمن كل التطورات الهائلة و أدى ذلك للحاجة إلى أنماط جديدة للتربية و بناء المناهج و من هنا ظهر التعلم الذى يهتم ببنية العلم و أساسيات المعرفة.

(نادية شرف، 2003، 83)لذا فقد أكد علماء التربية على أن أساسيات المعرفة هى أحد الحلول التى قد تكون فعالة لمواجهة تحديات العصر و البعد عن الجزئيات لأن التأكيد على أساسيات المعرفة يعنى التأكيد على المفاهيم العلمية و المبادئ التى تشكل هذه المعرفة، و التى في ضوئها يمكن فهم هيكلية العلم بصورة سليمة وفي إنتقال أثر التعلم.

(منصور مصطفى، 2014، 89)، حيث تمثل المفاهيم العلمية أحد أهم مستويات الهرم المعرفي في العلوم التى تبنى عليها باقى المستويات من مبادئ و تعميمات علمية فالقواعد و القوانين العلمية و أخيرا النظريات العلمية، لذلك فإن المفاهيم العلمية تعد الوحدات البنائية للعلوم، فهى الاساس في تعلم العلوم.

(ميرفت عرام، 2012، 47)كما تؤكد التربية العلمية أيضا على عمليات العلم لما لها من أهمية كبيرة في تدريس العلوم، فعمليات العلم يمكن أن تشكل عمودا فقريا لطرائق تدريس العلوم، لذا لابد من الإهتمام بجميع مكونات العلم من أجل تحقيق أهداف تدريس العلوم بشكل متكامل.

(يحيى أبو جحجوح، 2008، 1391)لذا نجد أن طبيعة مادة العلوم و أهدافها مجال خصب لتنمية عمليات العلم، و حتى لا يواجه المتعلم كثيرا من الصعوبات في دراسته أو تنفيذ نشاطه العلمي فإنه يحتاج إلى اكتساب مهارات عقلية خاصة هى عمليات العلم، وهي عبارة عن مجموعة من القدرات و العمليات الخاصة اللازمة لتطبيق طرق العلم و التفكير بشكل صحيح، و تتميز تلك العمليات بأنها تتضمن مهارات عقلية محددة يستخدمها التلاميذ لفهم الظواهر الكونية و الوجود، وهى سلوك محدد للعلماء و يمكن تعلمها و التدريب عليها كما يمكن تعميمها و نقلها إلى الحياة.

و تدعيما لما سبق يرى (2002) Donovan أهمية أن يسلك المتعلم سلوك العلماء يمارس مهاراتهم و ينفذ بعض تجاربهم ليبنى المعرفة بنفسه بدلا من التعرف على النتائج التى توصل إليها العلماء بطريقة مباشرة.

لذا فقد أوصت الهيئة الأمريكية لتقدم العلوم ــ في تقريرها من أجل تطوير منهج المستقبل حتى عام 2061ــ بضرورة الاهتمام بتدريس العلوم باسلوب يساعد على تنمية تفكير التلاميذ من خلال استخدام العمليات العقلية التى تجعله يفهم العالم من حوله، مما يتطلب استخدام عمليات العلم في تدريس العلوم من خلال استراتيجيات تعليمية تحقق أهداف تدريس العلوم و تناسب قدرات و خصائص و حاجات التلاميذ و طبيعة الموضوعات التى يدرسونها.

(على الشعيلى و آخرون، 2003، 130)ومن منطلق أن طرائق التدريس و أنشطة التعلم التى تستخدم في تنمية عمليات العلم خلال تدريس مادة العلوم هى إحدى عوامل تحقيقه لأهدافه، فإن الأمر يتطلب إعادة النظر و البحث باستمرار عن أساليب و أشكال جديدة للتعلم تحقق نوعا مختلفا من التعليم يعتمد على النشاط و الخبرة و الحرية و الانطلاق، بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تصب التلميذ في قوالب من الحفظ و الاستظهار و كان من بين آخر هذه الأساليب و أكثرها حداثة هو التعلم الذاتى.

و نظرا لما يتمتع به التعلم الذاتى من مزايا، فقد اثبتت العديد من الدراسات و الأبحاث في مجال التعليم أنه يعد أكثر طرق التدريس كفاءة و فاعلية في اكساب جوانب التعلم المعرفية و الحركية والوجدانية للطلبة، و أنه مناسب لكل من الإنفجار المعرفي وثورة الإتصالات و المعلومات، و اتجاهات و ميول الطلبة التى تتجه نحو الاستقلال و الاعتماد على النفس، الفروق الفردية بينهم، و يهئ الفرصة للتفاعل الإيجابى بين الطلبه بعضهم البعض من جانب و بينهم و بين معلمهم من جانب آخر، و يكسبهم مهارات البحث العلمى، و يحفظ وقت المعلم ليستخدمه في الإشراف عليهم و توجيههم، كما أنه يعد اتجاها حديثا في مجال التربية يدعو إلى نقل الاهتمام إلى الطالب مع عدم اهمال المقررات الدراسية (شريف جابر، 2002، 4)وبناء على ما سبق فإن تفعيل استخدام استيراتيجية قائمة على التعلم الذاتى في تدريس مادة العلوم أصبح متطلبا ملحا من أجل تحقيق العملية التعليمية و الارتقاء بمستوي التلاميذ لمساعدتهم على تنمية تحصيل المفاهيم العلمية و عمليات العلم الأساسية لديهم مما يجعلهم قادرين على مواجهة مواقف الحياة المعاصرة.