إشكالية الزواج الملكى في بيزنطة بين الإيديولوجية السياسية و التقاليد الكنسية في القرنين التاسع و العاشر الميلاديين

الملخص AR

تأتى الدراسة لترصد جانب من جوانب حياة الأباطرة و الإمبراطورات داخل القصر، حيث انفرد البيزنطيون دون غيرهم من الأمم المعاصرة، بمراسم و طقوس كانت محط أنظار الكثير.

حيث كان اختيار عروس الإمبراطورية، أي الإمبراطورة المستقبلية يعتبر من الأمور التي شغلت الأباطرة ووضعوا لها طقوس خاصة.

فقد أولى الأباطرة اهتماما كبيرا لاختيار زوجات و أزواج لأبنائهم و بناتهم، خاصة الزيجات التي تكفل تحقيق أهداف و مصالح للإمبراطورية مما كان له أكبر الأثر على حياة أبنائهم.

فقد تحكم الآباء أو الأمهات الملكات في أبنائهم و اختيار زوجات حسب رغباتهم، فلم يفكر الأباء سوى في المصالح السياسية، و المكاسب التي سوف تحققها هذه الزيجة، و هو ما جعل الأبناء يرتكبون الأخطاء الفادحة بعد ذلك.

فقد استمر الإمبراطور ليو السادس على علاقته بعشيقته بعد زواجه، بسبب فرض زيجة عليه دون رغبة منه، وغيره و غيره.

لم تقف الرغبة في تحقيق المصالح و الأهداف عند هذا الحد لاختيار عروس لولي العهد، فقد وصل الأمر إلى تزويج الأميرات دون رغبتهن لأجل مساعدات عسكرية أو عقد اتفاقيات سياسية، حتى تزوجت الأميرة آنا وليدة الأرجوان من الأمير الروسي فلاديمير، و برغم من رفض الإمبراطور قسطنطين السابع ذلك، لكن الأغراض السياسية و مصالح الإمبراطورية كانت فوق أي شيء.

فأصبحت الأميرة مجرد دمية في يد الإمبراطور.

و من هنا تأتى أهمية الدراسة في محاولة لتوضيح ظروف كل زيجة حدثت و ما كانت أهدافها وهل نجحت في تحقيق هذه الأهداف أم لا، وكيف تعامل الأبناء مع قرارات آبائهم الأباطرة، و ما هي ردود أفعالهم اتجاهها و نتائج ذلك على سلوكياتهم و اتخاذهم للقرارات التي كان لها تأثير كبير على سياسة إدارتهم لشئون الإمبراطورية، و كذلك الأمور الدينية