Aspects of violence in the early Arab-byzantine wars, some remarks on military necessity and source ideology

الملخص AR

تتعامل النصوص المسيحية الشرقية مع الحروب العربية البيزنطية المبكرة بدوافع أيديولوجية و اضحة، فهي غالبا ما تنسب إلى العرب أعمال عنف مفرطة، ليس ضد أعدائهم المحاربين بل ضد المدنيين و أحيانا الرهبان.

و يزداد اتهام العرب بالعنف حدة في نصوص الكتاب ذوي الخلفية الدينية.

وقد اعتمد بعض العلماء على هذه النصوص كدليل على عنف الفتوحات العربية دون مراعاة لتأثير الخلفية الدينية لأولئك الكتاب على رؤيتهم للإسلام كتهديد للمسيحية، ثم لنفوذهم و مناصبهم كرجال دين؛ فراحوا يعبروا عن استيائهم الشديد من دخول كثير من شعب كنائسهم إلى الإسلام، و اعتبروه عقابا إلهيا على خطايا المسيحيين.

و يبدو أن بعضهم بالغ في العقاب الدموي والوحشي تمهيدا للمغفرة و الانتصار النهائي للمسيحيين الحقيقيين.

و يمكن دعم هذا الطرح من خلال مقارنة ما كتبوه مع كتابات رجال دين آخرين غير متعصبين كانت أكثر ميلا إلى سلمية الفتوحات العربية.

من ناحية أخرى، يبدو موقف الكتاب البيزنطيين الأقرب إلى الموقف العربي؛ فهم لا يقصرون العنف على العرب فقط، بل يشيرون إلى عنف متبادل بين الخصمين، العرب و البيزنطيين؛ و هذا يتفق إلى حد كبير مع المصادر العربية.

و رغم ندرة الروايات العربية ذات الصلة، فالمتاح منها يشير إلى هذا العنف المتبادل.

و يعد الواقدي مصدرا فريدا في إشارته إلى حوادث هذا العنف المتبادل.

لكن رغم أنه ذكر عددا من حوادث العنف التي ارتكبها الجانب العربي، إلا أنه غالبا ما بررها بالضرورة الاستراتيجية التي تستدعيها الحرب، بل اعتبرها من أعمال البطولة و الشجاعة الضرورية لترويع الأعداء.