صورة المجتمع الجزائري بجنوب الصحراء خلال العهد العثماني على ضوء رحلة -أبو سالم العياشي

الملخص AR

تعتبر الرحلة سلوكا ملازما للإنسان، فمنذ أن وجد الجنس البشري لم يتوقف عن التنقل و الترحال، على الرغم من تباين الدوافع و تعدد الحاجات التي يمكن إرجاعها إلى الرغبة في اكتشاف المجهول و التعامل معه بما تيسر من وسائل مع التطلع المستمر إلى امتلاك القدرة على التواصل و الانتفاع، ومهما كان الغرض من هذه الرحلة، فقد شهدت تطورا على مر العصور و ظهرت بشكل جديد على شكل يوميات أو مدونات عرفت باسم" أدب الرحلة" وقد شكلت مصدرا مهما من مصادر التاريخ و الجغرافية.

و من بين أهم الرحلات التي عرفها المغرب الإسلامي خلال القرن (11هـ/17م) هي رحلة أبو سالم العياشي الموسومة بـ" ماء الموائد" أو " الرحلة العياشية" و التي تعد من أهم المصادر لمادة التاريخ وسوف تشكل مرجعا لكل الرحلات التي سوف تأتي من بعدها إذ أنه رصد لنا مختلف مظاهر الحياة السياسية و الدينية و الاجتماعية الاقتصادية للبلدان التي مر بها، و الجزائر بلد من البلدان التي ارتحل إليها العالم أبو سالم العياشي بحيث أنه سلك طريق جنوب الصحراء الجزائري خلال الفترة العثمانية، و من خلال هذه الورقة البحثية سوف نحاول أن نلقي الضوء على الجانب الاجتماعي لمنطقة جنوب الصحراء الجزائري محاولين التعريف بالمجتمع الصحراوي خلال العهد العثماني على ضوء هذه الرحلة.