المتروكون عند الإمام النسائي الذين ذكرهم الإمام ابن حبان في كتاب الثقات: عرض ونقد

الملخص AR

الراوي المتروك في اصطلاح المحدثين هو من أتهم بالكذب، أو ظهر فسقه، أو فحش غلطه، أو اشتدت غفلته، والإمام النسائي أحد أئمة الحديث الثقات، ومنزلته فوق منزلة الإمام مسلم، وابن خزيمة، وابن حبان، والإمام النسائي متعنت في نقد الرجال، والإمام ابن حبان أحد الأئمة الأثبات، وقد اختصر كتابي الثقات، والمجروحين من كتاب التاريخ الكبير له، ومنهج ابن حبان في التوثيق متسع جدا، فكل رجل عنده عدل ما لم يعرف فيه جرح، وقد ترتب على هذا أنه أدخل في كتاب الثقات بعض المجاهيل إما عينا، وإما حالا ليس هذا فحسب، بل إنه ذكر في كتابه هذا رواة لا يعرفهم، وكل هؤلاء عنده ثقات بناء على قاعدته، وأدخل ابن حبان بعض الرواة في كتاب الثقات، والمجروحين معا، ولم ينبه على ذلك، وجميع الرواة الذين أوردهم ابن حبان في كتاب الثقات ثقات عنده، ومع هذا، فلا يجوز الاحتجاج بخبرهم عنده إلا إذا تعرى خبرهم عن خصال خمس؛ ذكرتها في هذا البحث، ويذكر ابن حبان في كتاب الثقات بعض الرواة المختلف فيهم الذين ترجحت وثاقتهم عنده، وهذا أمر لا غضاضة فيه، فالرجل أحد أئمة الجرح والتعديل المعتمدين، وقد يظهر له في الرجال ما لم يظهر لغيره من النقاد، واشتمل هذا البحث على ثمانية عشر رجلا؛ تركهم النسائي، وذكرهم ابن حبان في كتاب الثقات، وقد أصاب النسائي في تركه لأربعة عشر رجلا منهم، وتعنت في تركه لأربعة رجال منهم، وجميع الرواة المذكورين في هذا البحث لا يجوز ذكرهم في كتب الثقات، وإنما موضعهم كتب الضعفاء والمتروكين، ولقد أخطأ ابن حبان في ذكر جميع هؤلاء الرواة المذكورين في هذا البحث في كتاب الثقات بلا ريب، وغلط ابن حبان في ذكر هؤلاء الرواة في كتاب الثقات لا يقلل من شأنه أبدا؛ لأنه إمام مجتهد كغيره من النقاد، فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، وبعض الرواة المذكورين في هذا البحث ذكرهم ابن حبان في كتاب الثقات، والمجروحين معا، وهم أحد عشر رجلا، والراجح فيهم عن ابن حبان جرحه لهم؛ إذ وافقه جمهور النقاد على ذلك، وذكر ابن حبان لبعض الرواة في كتاب الثقات، والمجروحين معا ليس من باب التناقض كما يدعي البعض، وإنما سبب ذلك تحريف وقع في اسم راو، فظنه ابن حبان رجلين، أو تغير اجتهاده في الحكم على الراوي، أو نحو ذلك.