المساعدات الاقتصادية و الفنية السوفيتية للجزائر 1962-1978 : دراسة وثائقية

الملخص AR

عربىومما سبق يمكن القول بأن الطرفان السوفيتى و الجزائرى قد استفادا معا جراء هذه المساعدات، فبالنسبة للجانب السوفيتى ارتفعت أسهمه سياسيا ليس في الجزائر فقط بل في معظم الدول العربية، و اتجهت الكثير من الدول العربية و منها الجزائر و مصر و العراق و سوريا إلى المعسكر الشرقى السوفيتى خلال عقد الستينيات من القرن العشرين.

إذ استطاع الاتحاد السوفيتى تعزيز موقفه العسكرى من خلال المساعدات العسكرية التي قدمها إلى الجزائر، و التي فاقت المساعدات الاقتصادية بكثير، و على الصعيد الاقتصادى حصل الاتحاد السوفيتي على ما يحتاجه من المواد الخام و السلع و المنتجات الجزائرية، بل كانت الجزائر أحد الأسواق المهمة لتصريف المنتجات السوفيتية.

أما بالنسبة للجزائر فكانت هذه المساعدات الاقتصادية و الفنية لها دورا مهما في مواجهة الأوضاع الاقتصادية التي أضحت عليها الجزائر عيشة الاستقلال، و إعادة و تطوير البنية التحية الاقتصادية الجزائرية، كما ساهمت هذه المساعدات الاقتصادية و الفنية الممنوحة و خاصة من المعسكر الشرقى السوفيتى في إعادة بناء الصناعات الثقيلة في الجزائر مثل صناعة الحديد و الصلب و الألومنيوم، و استصلاح المزيد من الأراضى الزراعية و تطويرها، و استخراج العديد من المعادن و التنقيب عن آبار النفط في صحراء الجزائر الشاسعة، كما ساعدت المساعدات الفنية السوفيتية على وجود خبراء و فنيين جزائريين قادرين على إدارة مؤسساتهم الصناعية و الهندسية بأنفسهم بعدما اكتسبوا الخبرات الفنية من الخبراء السوفييت و من غيرهم.