مدرسة مسلمة بن أحمد المجريطي العلمية في الأندلس و أثرها في تطور العلم الأوربي : "دراسة تاريخية"

الملخص AR

أسس مسلمة بن أحمد المجريطي مدرسة علمية في قرطبة، تعد من أهم المدارس التي ظهرت في الأندلس، و كان لها دور مهم في تطور الحركة العلمية، و إن لم يتم التحقق من كونها مدرسة بالمعنى الحقيقي للوجود المكاني المحدد، إلا أنها ضمت مجموعة من العلماء من مختلف أنحاء الأندلس، الذين تتلمذوا على أستاذهم مسلمة، وكانوا مختصين بعلوم محددة، و تميزوا بمنهج علمي، قائم على التفكير العلمي و التجربة العملية، وقاموا بدورهم في نقل علومهم إلى تلاميذهم من بعدهم، في سلسلة متصلة لعدة أجيال، و ترجم الكثير من إنتاجهم إلى اللغات الأوربية المختلفة.

هدف هذا البحث إلى دراسة دور المسلمين في التقدم العلمي، وتوضيح انجازاتهم الحضارية، ليكون باعثا للمشاركة بفعالية في حضارة المستقبل، و كذلك الاستدلال على الحرية الفكرية، و الإبداع العلمي في عصر الخلافة الأموية، رغم نعت العامة للعلماء المهتمين بهذه العلوم، بالإلحاد و الزندقة، بسبب نفوذ الفقهاء المتشددين، فلم يتعرض مسلمة بن أحمد المجريطي، و لا أحد من تلاميذه لأي اضطهاد أو تضييق.

تم تناول هذا الموضوع من خلال ثلاثة عناصر رئيسة، هي أولا: علماء مدرسة مسلمة ابن أحمد المجريطي، ثانيا: المساهمات و الإنجازات العلمية لهذه المدرسة، ثالثا: أثر مدرسة مسلمة المجريطي في الفكر و العلم الأوربي، مسبوقة بتمهيد عن علوم الأوائل في الأندلس خلال العصر الأموي، لما لذلك من علاقة بنشاط هذه المدرسة و اختصاصها الأصيل.