الأحاديث الواردة في دعاء النبي (صلى الله عليه و سلم)‎ لأهل بيته عليهم السلام في الكتب التسعة

الملخص AR

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آلة الطيبين الطاهرين و الصحابة و التابعين و الدعاء لهم و محبته إلى يوم الدين.

فإن الدعاء أكرم شيء على الله، شرعه الله؛ لحصول الخير و دفع الشر، و الدعاء تتحقق به عبادة رب العالمين؛ لأنه يتضمن تعلق القلب بالله تعالى، و الإخلاص له، و يتضمن الدعاء اليقين بأن الله قدير لا يعجزه شيء، عليم لا يخفي عليه شيء، جواد كريم، محسن ذو المعروف الذي لا ينقطع أبدا، لا يحد جوده و كرمه، و لا ينتهي إحسانه و معروفه، و لا تنفد خزائن بركاته، فلأجل هذه الصفات العظيمة وغيرها يرجى ربنا و يدعى، و يسأله من في السموات و الأرض حاجاتهم باختلاف لغاتهم، و هو من أعظم العبادات، فيه يتجلى الإخلاص و الخشوع، و يظهر صدق الإيمان، و تتمحص القلوب، و هو المقياس الحقيقي للتوحيد، وقد كان النبي() أكثر الناس يدعو ربه و يستنجده، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة فوز الكثيرين بدعاء النبي() و منهم أهل بيته عليهم السلام الذين طهرهم الله تعالى من الارجاس و طهرهم تطهيرا وجاء أختياري للموضوع لاصطفاء الله تعالى لهم أولا، و صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثانيا، و تضحياتهم المشهودة ـ في سبيل إعلاء كلمة الدين و تحقيق مراد الله تعالى في تبليغه للعالمين ثالثا، يجعل الاعتراف لهم بالجميل و الفضل مسألة خلق و مروءة قبل أن تكون مسألة دين و عقيدة، كما يجعل من تعداد حقوقهم و تأديتها على أكمل وجه من القربات التي يرجى بها رضوان الله تعالىولهذا كان يدعوا لهم حضرة النبي صلى الله عليه و سلم وقرن حبهم بحبه في أحاديثه وذلك لعلو منزلهم عنده و لحبه لهم و أكرامهم و تشريفهم و لهذا جاء بحثي بعنوان ب( الاحاديث الواردة في دعاء النبي صلى الله عليه و سلم لأهل بيته عليهم السلام في الكتب الستة ) فاقتضت طبيعة البحث أن أقسمه بعد هذه لى مبحثين: