الإنسان خارج المدار الأرضي : بحث في إنثروبولوجيا محاكاة الفضاء

الملخص AR

ايقنت الشعوب باختلاف حضاراتها و ثقافاتها و تجاربها الممتدة الى زمن بعيد، أن الأرض على هيئة محدودة، وأنه قد تكون هناك هيئات اخرى موجودة، وربما تكون مناسبة للسكن، و انه لطالما كانت حياة الإنسان وغيره من الكائنات خارج حدود الأرض سمة من سمات الخيال التأملي، ولم يقدم العلماء إلا مؤخرا دليلا قاطعا على وجود مثل هذه العوالم التي يمكن أن تكون مناسبة للسكن و العيش، وقد تكون شائعة أيضا.

من هذه البديهيات كان انطلاق علماء الانثروبولوجيا في التعامل مع خروج الانسان من مدار الكرة الأرضية و القيام برحلات الى الفضاء، لتقديم تساؤل أساس: أيدرس الأنثروبولوجست الفضاء الخارجي؟ و إذا كان الامر كذلك كيف؟ تبدو الاجابة لأول وهلة مألوفة بالنسبة لاتباع العلوم الطبيعية، عندما يرتبط الأمر بأبحاث استكشاف الفضاء، و لكن عند بيان مهنة الانثروبولوجي بوصفة الدارس للإنسان (طبيعيا و ثقافيا) و قابليته في تصميم الموائل تصبح الاجابة ممكنة بالنسبة له ايضا، يتجه هدف البحث نحو بيان محاكاة علماء الانثروبولوجيا مجال الفضاء عند انتقال الانسان للعيش في محطات الفضاء التي تقع خارج المدار الارضي المنخفض، في حين تتجه الاهمية نحو تتبع اشتغال العلماء و نتاجاتهم البحثية واهم التوجهات الاكاديمية و المعرفية التي جعلت الفضاء مجالا بحثيا.