الإحتفال الشعبي بمنطقة توات : تمظهرات الطقس و الدين و الفرجة في الزيارة

الملخص AR

تتميز مناطق المغرب العربي عامة و صحراء توات الجزائرية خاصة بظاهرة اجتماعية منتشرة بكثرة معروفة محليا بـ: "الزيارة"، و هي عبارة عن موسم سنوي معلوم يقام قرب ضريح ولي صــالح أوجد قبلي تقي مشهور، بحيث تكتسي بمظاهر طقسية و فلكلورية، إنها احتفالات شعبية مختزنة في ذاكرتها الروحانية، و تمثل موروث ثقافي شعبي لمجتمعاتها، و إحدى مرتكزات هويته، إذ لا تجد قصر من قصور توات بالجنوب الغربي الجزائري، ليس به ضريح ولي صالح يقام له هذا النوع من الاحتفالات في يوم معلوم من كل سنة.

و لأن "الزيارة" ظاهرة دينية شعبية من مظاهر التدين الشعبي فهي أحد أسباب الممارسة الاحتفالية في توات.

وقد بحثنا في مكونات الحقل الدين في توات كالمعتقدات في الأولياء و الأيمان بكراماتهم و الزوايا و التصوف.

فقد رصدنا سلوكيات الزوار و سدنة الضريح من حفدة الولي الزوار يومي الزيارة، الشعائرية منه و الرمزية، أما الجوانب الفرجوية و المسرحية من رقص و ألعاب فلكلورية.

وفي الأخير توصلنا إلى خلاصة وهي أن الزيارات التواتية جميعها لم تعد مرتبطة بالولي أو المقدس الضريحي بقوة مثلما كانت في السابق، بل أصبحت واجب عائلي قرابي فتحولت من مناسبة للاتصال الضريحي إلى مناسبة التواصل القرابي العائلي و من ظاهرة مقدسة إلى فرجة مسرحية، إلا أن زيارة الرقاني مازالت تحافظ القبيلة على الاتصال الضريح وفي نفس الوقت تعيد أنتاج ذاتها وشحن رأسمالها الرمزي و القداسي و نسبها الشريف.