التصوير القرآني للحركة وأثره في الوحدة البنائية: دراسة تطبيقية في سورة العاديات

الملخص AR

يروم البحث إلى دراسة الصورة الكلية للحركة خروجا من حيز الحركة في المفردات إلى رحابة الصورة في الآيات، في سياق سورة العاديات التي تزخر بالحركة من أولها إلى آخرها، مع تنوع التصوير القرآني لتلك الحركة فيها، فانطلقت السورة من تصوير حركة الخيل إلى تصوير حركة النفس، تماهت فيها الصورة الحسية مع المعنوية في تعانق معجب جمع بينهما رباط القسم الذي يشي بالنسب بين المقسم به و المقسم عليه، ثم ختمت السورة بتصوير حركة البعث في تكامل معجز بين المشاهد و الغيبي، تناسق فيها الأداء التعبيري و الإيقاعي مع التشكيل الصوري، فأوفت السورة حق المعنى في التصوير كما أوفت حق اللفظ في التشكيل، فجاءت الألفاظ بانسجامها الصوتي و جمالها التوقيعي و طاقتها الضافية لتتلاحم مع المعاني فكأنها تحكيها و تصورها.

فكان للتصوير القرآني للحركة أثر في الوحدة البنائية للسورة التي تجاوزت الوحدة الموضوعية الممثلة في بناء السورة على مقصد واحد إلى الوحدة الفنية الممثلة في وحدة التشكيل الصوري للحركة، والوحدة في التشكيل الإيقاعي و الصوتي المصور لها، كل هذا جاء على طريقة القرآن الخاصة في التصوير، حاول الكشف عنه متذوق يعجز عن وصف حلاوته، أو الوقوف على طلاوته، فضلا عن أنه يعجز بكلماته عن الارتقاء إلى عليائه، أو الولوج إلى سمائه