التصارعية وحدود الليبرالية

الملخص AR

تقدم هذه الدراسة شرحا لأحد الاتجاهات السياسية المعاصرة المتمثلة في التعددية التصارعية عند الفيلسوفه البلجيكية "شانتال موف" التي تمثل الشكل المعياري لها، منطلقة من مسلمة أساسية تؤكد القيمة الخاصة للصراع بحد ذاته، و الفيلسوف و المنظر السياسي "ويليام كونولي" الذي يقدم شكلا وصفيا للتعددية التصارعية باعتبار الصراع سمة ضرورية لجميع الأنظمة السياسية.

و يرى كلاهما أن محاولات استبعاد الصراع من السياسة سيكون لها عواقب سلبية على مستقبل الديمقراطية.

لذا نجدهما يوجهان سيلا من النقد لليبرالية المعاصرة خاصة في صيغتها "التداولية" و يحاولون بيان حدودها فيما يتعلق ببعض المبادئ الأساسية التي تقوم عليها "كأولوية الحق على الخير، و الحياد و الإجماع الليبرالي، و مذهب الفردية الليبرالية".

وقد انتهت الدراسة بعدة نتائج من أبرزها: التأكيد على جوهرية الصراع كأرضية أساسية لديمقراطية نابضة بالحياة؛ في حين أن إنكاره يؤدي إلى عجز ديمقراطي، و رفض فكرة الحياد الليبرالي و ما يستتبعه من ضرورة الإجماع على قواعد إجرائية معينة لمناقشة القضايا في المجال العام؛ الأمر الذي اعتبروه قمعا للتعدد و التنوع و إنزال للتعددية إلى منزلة دنيا.

و من ثم أكدوا حقيقة أن الاختلاف شيء أساسي و لابد من استيعابه.