المنهاج الجلي في شرح فقه الإمام زيد بن علي للإمام محمد بن يحيى بن المطهر بن المرتضى بن القاسم ت (728 ه)‎: تحقيق ودراسة كتاب (الطلاق)‎

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين، و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و إليه المنقلب، و نشهد أن خاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله، صلى عليه الله، و على الآل و الصحب وكل من إليه انتسب، و بعد: فإن من أعظم النعم التي امتن الله بها على الأمة أن قيض لها من العلماء من يحفظ بهم دينه و ينشر على أيديهم شريعته، و حملهم أمانة العلم فجدوا و اجتهدوا و بذلوا في سبيله أعمارهم، فنقلوا و كتبوا و بذلوا قصارى جهدهم في استنباط الأحكام من أدلتها حتى وصلت إلينا غضة طرية، وبقي علينا الفهم و الدراسة الجادة و الإضافة ما استطعنا بما يتماشى مع ظروف عصرنا، و لا يناقض أصلا من أصول التشريع.

و من رحمة الله تعالى بالناس أنه لم يحملهم على رأى واحد فيشق ذلك عليهم، بل صارت للمسلمين مذاهب أربعة، إضافة إلى غيرها من المذاهب الفقهية التي لا تعدم منها الفائدة، و لا تخلو من مطالعتها الإفادة، الأمر الذى خلف لنا تراثا ضخما من الأحكام و المسائل و الفروع، و التي تمثل البناء الفقهي و المعرفي للأمة على مدار تاريخها العلمي و الثقافي.

و لا يخفي أن تعدد المذاهب الفقهية فاتحة خير على الأمة الإسلامية، و مصدر إثراء كبير للفقه الإسلامي بما يتضمنه من آلاف المسائل و الاجتهادات المتنوعة و التي يختلف حكمها طبقا لاختلاف الزمان و المكان و لتعدد النوازل و المستجدات، بما يعطيه صفة المرونة التي تجعله صالحا لكل زمان و مكان.