الاستشارة الفلسفية بين النظرية والتطبيق

الملخص AR

تهتم العلاجات النفسية بمساعدة الأشخاص على مواجهة أزماتهم النفسية، و تستعين مدارس العلاج النفسي الحديثة بالفلسفة لمواجهة التحديات الفكرية و المنطقية، مما نبه إلى كون الفلسفة بجانبها التطبيقي تستطيع المشاركة في تغيير حياة الأشخاص للأفضل، و مساعدتهم على تخطي المشكلات الفكرية، هكذا ظهرت الاستشارة الفلسفية مستعينة بنظريات و أفكار الفلاسفة و تطويعها لتناسب الحالات الفردية.

و ترجع أصول الاستشارة الفلسفية إلى الفلسفة اليونانية، و خاصة على يد سقراط و ديوجين الكلبي و فلاسفة المدرسة الرواقية، ثم تطورت و ظهرت بثوب جديد على يد الفيلسوف الألماني (جيرد أخنباخ).

و تهتم الاستشارة الفلسفية بمشكلات فلسفية تواجه الإنسان المعاصر مثل القلق غير المرضي و مشكلات الاعتقاد الديني و مواجهة الموت و الغاية من الحياة، أي أنها تعبر عن الجانب التطبيقي من الفلسفة، إلا أن ما يعيب الاستشارة الفلسفية كونها تفتقر لمنهج تجريبي يمكن الاعتماد عليه، بعكس العلاجات النفسية التي تمتلك المنهج التجريبي لكنها تفتقر للمعرفة الفلسفية بالمشكلات سابقة الذكر، و إذا كان العلاج النفسي الحديث قد انتبه إلى ذلك و حاول الاعتماد على الجانب الفلسفي، فإن الجانب الفلسفي بدوره عليه دراسة المناهج التجريبية لعلم النفس و الاستعانة بما يخصه منها، أو العمل على تطوير مناهجه الخاصة.