أسرة بني عبد الحكم و أثرها في الحياة العلمية في مصر الإسلامية (في القرنين الثاني و الثالث الهجريين)‎

الملخص AR

تميزت الحضارة العربية الإسلامية بظهور العديد من الأسر التي كان لها دور كبير في ازدهار الحركة العلمية في بعض الأمصار الإسلامية، و كان لتفرد بعض رجالها و تفوقهم في بعض جوانب العلوم، أثر كبير في ازدهار الحياة العلمية لهذه الأمصار.

و تعد أسرة بني عبدالحكم و أبنائها من الأسر العلمية الشهيرة في تاريخ مصر الإسلامية، إذ ساهم مؤسسها عبدالله بن عبدالحكم المصري المولد (155-214ه/772-829م) و أربعة من أبناؤه (عبدالحكم – محمد – عبدالرحمن- سعد) بدور كبير في الحياة العلمية بمصر، خاصة في مجال العلوم الدينية و الكتابة التاريخية.

و رغم شهرة أحد أبناء هذه الأسرة، المؤرخ عبدالرحمن بن عبدالحكم (187-257ه)، بفضل مؤلفه التاريخي (فتوح مصر و أخبارها)، و تناول العديد من الدراسات و المؤلفات لإسهامه العلمي في الكتابة التاريخيةإلا أن الدور العلمي لبقية أبناء هذه الأسرة و مؤسسها، لم يحظ بالقدر الكافي من الدراسة و البحث للوقوف على دورهم في الحياة العلمية في مصر الإسلامية في القرنين الثاني و الثالث الهجريين.

و تحاول هذه الدراسة الكشف عن أهم الإسهامات العلمية لأسرة بني عبدالحكم و أبنائها طوال هذه الفترة الزمنية من تاريخ مصر الإسلامية، خاصة في مجال العلوم الدينية من فقه و حديث.

كما تسعى الدراسة إلى إبراز أثر هذه الأسرة في انتشار بعض المذاهب الفقهية و رئاستها له، كالمذهب المالكي و الشافعي، ودورها العلمي في حركة الدرس و التأليف فيهما.

كذلك تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على أهم المؤلفات الخاصة بأبناء هذه الأسرة، و من تتلمذ على أيديها من العلماء داخل مصر و خارجها، لبيان ريادة مصر في الحركة العلمية في ذلك الوقت.

على الجانب الآخر تسعى الدراسة إلى بيان دور الأسرة في الحياة السياسية و علاقاتها بالولاة و الحكام، و أهم الوظائف و المناصب التي تولوها، و مكانتهم الدينية و الاجتماعية في مصر.