الربط بالضمائر المنفصلة في تفسير روح المعاني للألوسي

الملخص AR

و الضمائر تكتسب أهميتها بصفتها نائبة عن الاسماء و الأفعال و العبارات و الجمل المتتالية فقد يحل ضمير محل كلمة أو عبارة أو جملة أو عدة جمل، و لا تقف أهميتها عند هذا الحد بل تتعداه إلى كونها تربط بين أجزاء النص المختلفة شكلا و دلالة، فلها دور عظيم في الربط.

فالضمير يقوم بالربط النصي بين أجزاء الكلام فهو يربط الكلام السابق باللاحق و يقوم بالإيجاز و الاختصار، و الضمائر من بين الوسائل التي تحقق التماسك النصي، فهي تكون مع غيرها من الوسائل نسيجا نصيا عاليا، فالضمير يعمل على تجنب التكرار في النص، فالربط بالضمير بديل لإعادة الذكر و أنسب للخفة و الاختصار، و الضمائر تساهم في إبراز ما نسميه أساس النص أو جملة النواة التي تمثل المحور الذي يرتبط به ما في النص كله من عناصر، فكل متتالية نصية تعتمد على مجموعة من العبارات تسمى نواة النص و ترتبط هذه النواة بمجموعة من الجمل عن طريق وسائل مختلفة منها الضمائر.

و الضمير اسم جامد يدل على متكلم أو مخاطب أو غائب و هو مبني و سبب بنائه أنه لا يثنى و لا يجمع، و الضمائر تنقسم بحسب ظهورها في الكلام و عدم ظهورها إلى ضمائر بارزة و ضمائر مستترة، و الضمائر البارزة تنقسم إلى ضمائر منفصلة و ضمائر متصلة، و الضمائر المنفصلة منها ما يقع في محل رفع وهي ضمائر المتكلم و ضمائر الغائب و ضمائر المخاطب، و منها ما يقع في محل نصب و هو الضمير (إيا )الذي لابد أن تلحقه علامة تدل هل هو للمتكلم مثل (إياي، و إيانا )أم للغائب مثل ( إياه، و إياها )أم للمخاطب مثل ( إياك، و إياكما ).