التجربة المصرية في إنشاء العناقيد الصناعية و دورها كنواة للمجتمعات الصناعية المتكاملة : دراسة حالة مدينة الأثاث بدمياط

الملخص AR

تعتبر "العناقيد الصناعية" جزء من استراتيجية التنمية الصناعية للعديد من دول العالم وأداه من أدوات تنمية مؤسساتها الصغيرة و المتوسطة و تعتبر العناقيد الصناعية أحد خطوات التطور الصناعى و خطوة نحو التحول إلى المجتمعات الصناعية المتكاملة.

إتجهت مصر إلى إنتهاج العديد من الاستراتيجيات لدعم و تشجيع الصناعات الصغيرة و المتوسطة الحجم وذلك لدورهم الهام في حل مشكلتى الفقر و البطالة، و اتجهت إلى دمجهم في مجموعة من العناقيد الصناعية المتخصصة و اعتبرتهم أداه لتحقيق التكامل الصناعى بين الوحدات الإنتاجية الصغيرة و المتوسطة الحجم من جانب مع الوحدات الإنتاجية الكبيرة الحجم من جانب آخر مستهدفة من ذلك تحقيق ميزة تنافسية للمنتجات المصرية و الحد من مخاطر المنافسة من تواجد المنتجات المثيلة المستوردة في الأسواق المصرية، وفي هذا الإطار أنشأت مصر العديد من المدن الصناعية المتخصصة مثل مدينة الروبيكي للجلود ومدينة الأثاث ومدينة البلاستك ومدينة الدواء ومدينة الذهب وغير ذلك، مستهدفة من ذلك زيادة الترابط و التكامل داخل العنقود و زيادة فاعليتها في تحقيق التنمية الإقتصادية.

إتخذت الدراسة من مدينة الأثاث بمحافظة دمياط كدراسة تطبيقية لإنتهاج إستراتيجية العناقيد الصناعية في مصر للتعرف على الوضع الحالى لهذا العنقود و بحث مدى نجاحه في تحقيق الدور الذى أنشأ من أجله و ما إذا كان حقق التطورات المطلوبة للتحول إلى مجتمع صناعي متكامل، و تبين أن مدينة الأثاث توقفت في مرحلة التكوين ولم تصل إلى مرحلة الانطلاق و أوصت الدراسة بأهمية توجيه سياسات الدولة لدعم و تنمية هذا العنقود و تقديم حزمة من الآليات الداعمة لاستكمال مدينة الأثاث كتمهيد مرحلى للتحول إلى مجتمع صناعي متكامل لصناعة الأثاث بدمياط من خلال إعداد خريطة استثمارية جديدة لعنقود الأثاث تتسم بالتنسيق و التعاون و الدمج بين العديد من السياسات و التى تعمل معا في منظومة ديناميكية متكاملة بدون تعارض.