التأثيرات البصرية لإنشاء الكبارى و مردوها على جودة الحياة العمرانية : دراسة حالة : ميدان المحكمة-مصر الجديدة

الملخص AR

تتجه أيديلوجيات التخطيط و التصميم العمرانى في العقود الأخيرة بمدينة القاهرة إلى قضايا متعددة من أهمها حل أزمة حركة المرور وكيفية استيعاب الأعداد المتزايدة للسيارات بسبب زيادة أعداد سكان المدينة، ففي هذه البيئات العمرانية فائقة الضخامة و مع توسيع الطرق و إنشاء الكبارى و تقليل المساحات الخاصة بالإنسان، تتضاءل نسبة الإنسان إلى بيئته العمرانية، و يشعر الإنسان بضعفه و فقدان سيطرته على المكان و الإحساس بالغربة و التوتر؛ و بالتالي يضعف انتماءه إليه فهى الحضارة المادية التي لا تدلي أي اهتمام بمعاني الحياة و روحها، كما أن المدن التى يتم إعادة تطوير شوارعها القائمة بشكل يعطي السيارات الأولوية ترسخ أنماط حياة تتنافي مع جودة الحياة العمرانية، فنجد حاليا على الصعيد العالمى مشاريع إزالة الطرق السريعة و الكبارى للمدن القائمة وكيف يمكن في إزالتها إعادة الحياة التى مزق نسيجها، و تزامنا مع تلك التطورات و التي تحدث على الصعيد العالمي، تحدث تطورات أخرى في مصر و تحديدا في شرق إقليم القاهرة الكبرى حيث تقع أحياء مصر الجديدة’هيليوبوليس’، مما تسبب في بعض الأثار السلبية و أصبحت الصورة البصرية مشوشة، تناقش هذه الورقة البحثية التأثيرات البصرية لإنشاء الكبارى و التي لها تأثير كبير على تمزيق النسيج العمراني لأحياء القاهرة و تغيير ملامح المناطق و شخصيتها و تشويه للصورة الذهنية و التلوث البصرى، و من منطلق هذه الإشكالية يفترض البحث أن استمرار هذا النهج الخاص بإنشاء الكبارى العلوية سوف يؤدى إلى مدينة لا إنسانية، و بالتالى إضافة مشاكل عديدة يصعب حلها و بالتالى غياب جودة الحياة العمرانية، و تعتمد الدراسة على 3 محاور رئيسية تبدء بدراسة العلاقة التبادلية بين الكبارى العلوية و التأثيرات البصرية وجودة الحياة العمرانية، ثم استنباط معايير حاكمة للتأثيرات البصرية لإنشاء الكبارى و مردروها على جودة الحياة العمرانية و بناء مؤشرات قابلة للقياس، ثم تطبيق هذه المعايير من خلال دراسة ميدانية تحليلية لميدان المحكمة بمصر الجديدة لقياس الواقع بفاعلية، بهدف التحقق من فاعلية المعايير المقترحة من الباحث و تقييمها، و إستخلاص النتائج ثم التوصيات الخاصة بمعالجة القصور و السلبيات الناتجة عن وجود الكبارى ( الطرق العلوية) و الاحتياطات الواجب مراعاتها عند التفكير في إنشاء هذه الكبارى، وذلك لما له من مردود إيجابى لجودة الحياة العمرانية QoUL.