الأبعاد التداولية للإشاريات الشخصية في شعر تأبط شرا: الضمائر أنموذجا

الملخص AR

لا شك في أن النص الشعري بصورة عامة والنص الجاهلي على وجه الخصوص يحمل في طياته من الخصائص والمزايا ما تجعله يواكب التطورات التي حصلت في ميدان النقد وظهور نظريات ومناهج نقدية مختلفة وعلى مر العصور، إذ إن الدلالات متعددة، لأن الكلمة تحمل طاقة ودلالات واسعة تختلف باختلاف الموضوع والمناسبة، فضلا عن ذلك أن المقام أو السياق يعطي للكلمة أبعادا مختلفة.

وهذا الكلام بالضرورة ينسحب على المتلقي وكيفية فهمه للنص، ومن هنا وانطلاقا من دلالات النص وأبعاده المختلفة تناولنا في هذا البحث شعر أحد الشعراء الصعاليك، وهو تأبط شرا، لتكون هذه الدراسة خاصة بجزئية من جزئيات شعره ألا وهي الاشاريات الشخصية، وبما أن الاشاريات ميدانها واسع وكبير كان لابد من دراسة أحد أنماطها وهو الضمائر، دراسة نقدية في ضوء المنهج التداولي، لارتباطها بالمنهج التداولي، الذي يعد من المناهج النقدية الحديثة والمهمة التي خضعت من خلاله النصوص الإبداعية إلى مقاربات أجراها النقاد في العصر الحديث، بحكم ما ينماز به هذا المنهج من مزايا مكنته من التعامل مع النص الذي يمتلك هو الأخر مزايا وسمات أعطته القدرة على التعاطي مع المناهج الحديثة.

إن موضوع الاشاريات الشخصية في شعر تأبط شرا-الضمائر انموذجا-يعد من الموضوعات المهمة التي تحتاج إلى بحث ودراسة معمقة ولاسيما في شعر هذا الشاعر، كونها أخذت أبعادا تداولية كثيرة بحسب طبيعة الموضوع والسياق الذي وردت فيه، ولاسيما أن الضمائر تكشف عن كثير من المضمرات التي تختفي وراء الكلمات، فضلا عن ذلك أنها تحيلنا إلى الشخص الذي وضع من أجله الضمير، وتخبرنا عن السياق المحدد الذي تشير إليه، وتظهر الاشاريات الشخصية في مواضع مختلفة في شعر الشاعر لاسيما في موضع الفخر بالنفس والحديث عن الصفات الذاتية، ولا ينسينا ذلك المقام الأخر الذي ورد باسمه أو صفته في شعر الشاعر، ومن الجدير بالذكر أن الضمائر سيجري معالجتها على وفق طبيعة الخطاب والمخاطب، إذ يختص بعضها بالمتكلم، وبعضها الأخر بالمخاطب الحاضر سواء أكان ذكرا أم أنثى، ومنها ما يتعلق بالغائب، هذا من جانب، ومن جانب آخر أن الشاعر يصنف في ضمن طائفة من طوائف الشعراء في العصر الجاهلي وهي طائفة الشعراء الصعاليك، الذين انماز شعرهم بخصائص ومزايا تساعد الباحث على تطبيق المناهج النقدية الحديثة عليه.