فلسفة المكان وعلاقتها بالاغتراب في نفسية الشاعر الجاهلي

الملخص AR

كان المكان ولا زال وثيق الصلة بالشعر والشعراء منذ العهد العربي القديم إلى العصر الحديث، فهو يشكل بالنسبة للشاعر عاملا لتحريك شاعريته من خلال علاقة التلازم التي تسهم في تداعي الذكريات ويفضي إلى إبراز منجز شعري يشكل مقياسا، ويشير إلى علاقة الشاعر وتعلقه بالمكان وما يحمله من ذكريات وأشجان فالمكان ليس رقعة جغرافية محددة، بل يشكل في البنية الثقافية الجاهلية واقعة ثقافية مؤرقة ومحيرة للإنسان الجاهلي نظرا لارتباطه بالمكان الذي يعيش فيه.

وكذلك عن البعد النفسي للمكان الذي يمس الذات، وعن محاولات الذات في الصمود وتحدي عوامل التخريب في المكان كما كان إحساس الشعراء بالاغتراب خاصة المكاني مرآة صافية وصادقة لما يختلج في نفوسهم من الأم.

والهدف من هذه الورقة البحثية هو الإجابة على السؤال التالي: هل ذكر المكان في الشعر الجاهلي هو مجرد تقليد فني سار عليه الشعراء، كما يذهب إليه الكثير من الدارسين، أم له مرام نفسية ومقاصد شعورية عميقة تخص الذات الجاهلية، وهذا ما تسعى هذه الورقة البحثية إلى إبرازه وتوضيحه، وكنتيجة أولية للبحث فإن الشطر الثاني من السؤال هو الأصح.