فرق العمل بدائل عملية جديدة لتطوير أداء المكتبات الرئيسية المطالعة العمومية : بين حتميات التجسيد و صعوبات التفعيل

الملخص AR

إن ما تعيشه المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية اليوم من تغيرات في محيطها أدى بها للتفكير في تغيير الأساليب الإدارية التي تنتهجها كمركزية التسيير و فردية اتخاذ القرارات وحل المشاكل.

و بما أن الفكر البشري و ما يتعلق به من معارف و خبرات مكتسبة على مر السنين هو من يسهم في إحداث التغيير؛ فقد ظهرت عدة مداخل إدارية حديثة تولي أهمية كبرى للعنصر البشري مثل: فرق العمل و العمل الجماعي، و إلى غير ذلك من المفاهيم التي لم تكن موجودة من قبل لتحقيق الجودة و النجاح و التفوق.

و تعد فـــرق العمـل من الأساليب الحديثة التي تعتمد عليها المكتبات الغربية لتأهيل و رفع أداء المكتبيين؛ فبتكاثف الجهود يتضاعف الأداء و تكون الاستفادة أكبر؛ لأنها توفر المرونة التنظيمية التي تحتاجها المكتبات حتى تتمكن من مواجهة التحديات المتنامية في بيئة العمل المعاصرة كالثورة المعلوماتية، العولمة و المنافسة، كما أنها تتيح فرص واسعة لمشاركة الموظفين بعضهم لبعض في العمل من جهة و ظهور ما يسمى بالإبداع الذي يؤدي إلى تحقيق الميزة التنافسية.

و المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية تأثرت كغيرها من المؤسسات بالتغيرات التي حدثت سواء كان ذلك في بيئتها الداخلية أو الخارجية مما أوجب إعطاء أهمية لفرق العمل خاصة في ظل وجود عوامل تدل على وجود إدارة المعرفة بها؛ وذلك لأن مستوى الأداء ينعكس على جمهور المستفيدين و بالتالي تطورها ورقيها إلى مصاف المكتبات النموذجية.

و من هذا المنطلق تسعى معظم مكتبات المطالعة العمومية إلى تبني أساليب إدارية حديثة و التي أبرزها انتهاج فرق عمل تساهم في تحويل المعرف الضمنية إلى معارف تعاونية، و لكن رغم كل ما قيل عن فرق العمل ودورها في تأهيل في المكتبات الجامعية ككل لا يزال يطرح الكثير من نقاط التساؤل.

و لهذا جاءت هذه الورقة في سياق محاولة معرفة فرق العمل ودورها في تأهيل و رفع أداء المكتبيين العاملين على مستوى المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية؟ و أهمية تجسيدها و صعوبات تفعيلها؟