شهادات التعليم العام في السودان بين الجرح و التعديل : مشروع لإعادة صياغة الشهادة السودانية

الملخص AR

تهدف هذه الدراسة إلى وضع أسس جديدة لمنح شهادة التعليم العام و الشهادة السودانية كشهادات نقل عادية تمنح في الظروف الطبيعية في المؤسسة التربوية التي ينتمي إليها الدارس، بنهاية إكمال المرحلة المعنية.

ويرى الباحث أن الشهادة السودانية بصورتها الحالية شهادة زور ممهورة رسميا بختم الدولة بدءا من وزارة التربية والتعليم التي تمنح هذه الشهادة انتهاءا بوزارة الخارجية التي تصادق على صحة توقيع من أصدر هذه الشهادة.

تقترح هذه الدراسة منح شهادة المرحلة الثانوية بنهاية الاختبار النهائي بالمستوى الثالث من ذات المدرسة، بتفصيل نتائج التحصيل بالنسبة المئوية.

و عليه سيتم إلغاء الامتحانات القومية للشهادة السودانية لأسباب عديدة منها : تفشي ظاهرة الغش الذي يمارسه الطلاب بالعديد من الحيل القديمة و الحديثة، بمساعدة بعض المعلمين و المدراء فاقدي الضمير.

كذلك تفشت ظاهرة تسرب و تسريب الاختبارات، و كلاهما سببان وجيهان يقحدان في نزاهة الاختبارات القومية في السودان.

علاوة على تأثير المعالجات الإحصائية وعمليات التجميل والديكور التي تضخم الدرجات بغير حق فتثير الريبة في صدق الدرجات التي تمنح لهؤلاء الدارسين، مما أدى إلى أن يتشكك الطلاب أنفسهم في نزاهة الشهادة السودانية، بصورتها الحالية.

سيؤدي إلغاء الشهادة السودانية إلى أن تتبنى الجامعات السودانية أسس جديدة للقبول حسب متطلبات الجامعة المعينة ما سيساعد الجامعات في استيعاب طلاب مستوفين للشروط، يستطيعوا الاستمرار في دراستهم الجامعية من غير تعثر مما يقلل بالتاليمن نسبة الفاقد التربوي بالجامعات.

كما يساعد هذا الأسلوب الجديد في التوزيع العادل (للذكاء) في السودان على مستوى الأقاليم، إذ لن تستأثر الجامعات القومية وحدها في العاصمة على المتفوقين، بل سينال كل إقليم حظه من (كوتة) الطلاب المتفوقين علميا.

و بما أن الجامعات ستعدل من استراتيجيات القبول بأسس خالية من الفساد؛ فإن ذلك سيؤثر على الأداء في (التعليم والتعلم) في المدارس الثانوية الخاصة والعامة على السواء، في أن تأخذ طابعا جديا، بحيث يكون التدريس من أجل التحصيل العلمي وليس التدريس من أجل الجلوس للاختبار، كما هو الحال الآن.

إلغاء اختبارات الشهادة السودانية سيوفر ما يعادل عشرات وع شرات المرات من ميزانية التربية والتعليم السنوية من المال العام، ليستخدم في تحسن البيئة المدرسية وتدريب المعلمين و كذلك تحسين شروط خدمة المعلمين ما سينعكس إيجابا على خلق بيئة مدرسية صحية جاذبة للطلاب و المعلمين..