استخدام التعليم المتمايز لتنمية مهارات التفكير البصري لدى الأطفال المعاقين سمعيا

الملخص AR

تعد الإعاقة السمعية من أكثر الإعاقات شيوعا في المجتمع، فظهر الاهتمام بهذه الفئة بعد القرن الخامس عشر الميلادي، و تقع هذه الفئة في المرتبة الثانية من حيث الانتشار.

و يعتبر التعليم عملية هامة جدا للطفل المعاق سمعيا لأنه يعمل على ربطه بالعالم المحيط به، و يعتبر الأساس في تدريب المهنى للأطفال المعاقين سمعيا، فيلاحظ أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لتكييف الطفل المعاق سمعيا للحياة العادية و التفاهم مع العاديين، كذلك يلاحظ أن عمليات التدريس و التدريب تحتاج الى تفاهم المدرس مع الطفل المعاق سمعيا ولغته (عطيه عطيه محمد: 2008، 22: 24).

و لذا يحتاج الأطفال المعاقين سمعيا طرق مختلفة في التعليم تتناسب مع احتياجاتهم و قدراتهم، فيجب علينا إيجاد طرق و استراتيجيات تعليمية خاصة، و إيجاد وسائل تعليمية خاصة تعتمد على حاسة البصر لديهم، حيث تصل مواهبهم و قدراتهم إلى مرحلة الإبداع، وكما يهدف تعليم الأطفال المعاقين سمعيا إلى الاعتماد على أنفسهم، و النجاح في مسارهم التعليمي وفي حياتهم.

و يشير كل من( محمد عيد، نجوان حامد: 2011، 17)الى أن التفكير البصري نمط من أنماط التفكير المتعددة، فالتفكير عملية من عمليات النشاط العقلي التي يقوم بها الطفل من أجل الحصول على حلول دائمة أو مؤقتة لمشكلة ما، و هو من العمليات العقلية الراقية التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، فنحن نعيش في مجتمع ملئ بالرسائل البصرية، بدءا من الرسائل البصرية المطبوعة حتى الرسائل البصرية المصورة، و الخبرة التي يكتسبها الطفل هي خبرة بصرية، بدءا من الصورة التي يشاهدها على شاشة التلفازوالكمبيوتروانتهاءا بالصورة التي يتخيلها داخل عقله.

يعتمد الأطفال المعاقون سمعيا كثيرا على حاسة البصر، في فهم ما يدور حولهم في البيئة التي يعيشون بها، لذا فتنمية التفكير البصري لديهم له أثر كبير في تعليمهم للمفاهيم المتنوعة، و تساعدهم على التعايش و التكيف في مجتمعهم.

فحاسة البصر تقوم بدور فعال و أساسي في تعليم المعاقين سمعيا، و تعتبر جزءا مهما في عمليات التواصل غير اللفظي بكل أشكاله (الإشاري، و الشفهي، و الكلي)، و يجب على المعلم الإعتماد على المعينات البصرية لجذب انتباه الأطفال المعاقين سمعيا و تحفيز دافعيتهم ( إبراهيم شعير: 2005، 85).

و في ظل ثورة المعلومات و الانفجار المعرفي الذي يتميز به عصرنا، أصبح لزاما على المؤسسات التربوية بكل مراحلها و خاصة مرحلة الطفولة المبكرة أن تواكب هذا التغير السريع، مما يتطلب منا العمل على إيجاد استراتيجيات تعليمية متطورة و حديثة حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات التي تواجه العملية التعليمية، و يعتبر أكبر هذه التحديات التي تواجه المعلمين هو التنوع الكبير بين مستوى الأطفال، و نظرا لتلك التحديات و المتطلبات فقد ظهر التعليم المتمايز كأسلوب من الأساليب التعليمية الحديثة في المنظومة التعليمية